للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحبة الصادقة:

المحبة الصادقة لله: أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك له، وتجعلها حبسًا في مرضاته ومحابّه (١).

قال ابن القيم: " أعظم صلاح العبد أن يصرف قوى حُبه كلها لله تعالى وحده، بحيث يحب الله بكل قلبه وروحه وجوارحه، فيوحد محبوبه ويوحد حبه .. والمحبة لا تصح إلا بذلك؛ فتوحيد المحبوب أن لا يتعدد محبوبه، وتوحيد الحب أن لا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له" (٢).

ومن تحقيق هذه المحبة: " أن لا يحب إلا في الله، ولا يبغض إلا فيه، ولا يوالي إلا فيه، ولا يعادي إلا فيه، ولا يعطي إلا له ولا يمنع إلا له، ولا يرجو إلا إياه، ولا يستعين إلا به، فيكون دينه كله ظاهراً وباطنًا لله، ويكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، فلا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب الخلق إليه بل:

يعادي الذي عادى من الناس كلِّهم … جميعًا ولو كان الحبيبَ المصافيا

وحقيقة ذلك: فناؤه عن هوى نفسه وحظوظها بمراضي ربه وحقوقه" (٣).

مظاهر محبة العبد لله:

إن محبة الله تعالى قد يدعيها من ليس من أهلها، ويتفوه بها من هو كاذب في قولها؛ ولذلك كانت هناك مظاهر يُعرف بها المحب الصادق من المحب الكاذب أو المدعي للمحبة، فمن تلك المظاهر:

أولاً: موافقة الله فيما يحب وما يكره، فيحب المرء ما يحب الله تعالى من الأمكنة،


(١) مدارج السالكين، لابن القيم (٣/ ١٢).
(٢) روضة المحبين، لابن القيم (ص: ١٩٩).
(٣) مدارج السالكين، لابن القيم (١/ ١٦٧).

<<  <   >  >>