للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه الحياة، تبلغ به هذه الثمرات- إذا استمر عليها حتى الموت- إلى الفوز برضوان الله وجنته في الآخرة.

قال ابن القيم: "إذا غُرست شجرة المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب؛ أثمرت أنواع الثمار، وآتت أُكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى" (١).

فمن تلك الثمرات اليانعة:

أولاً: الحصول على حلاوة الإيمان

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) (٢).

"وحلاوة الإيمان: ما يجده الإنسان في نفسه وقلبه من الطمأنينة والراحة والانشراح" (٣)، وهذا من أعظم النعم، وأجل العطايا.

ثانيًا: جفاف ينابيع الشهوات، بحيث يجد المحب في لذة محبة الله والانشغال بها ما يسليه عن الشهوات ويزهده فيها، ويبغضها إليه؛ لمباينتها ما هو متنعم فيه.

قال ابن القيم: " لو تغذى القلب بالمحبة لذهبت عنه بطنة الشهوات

ولو كنتَ عُذريَّ الصبابةِ لم تكن بطينًا وأنساك الهوى كثرةَ الأكلِ" (٤)

ثالثًا: الانشغال بحبه سبحانه عن حب غيره، حتى يغدو قلب المحب ليس فيه مكان


(١) مدارج السالكين، لابن القيم (٣/ ٩).
(٢) رواه البخاري (١/ ١٤)، ومسلم (١/ ٦٦).
(٣) القول المفيد على كتاب التوحيد، لابن عثيمين (٢/ ٥٤).
(٤) الفوائد، لابن القيم (ص: ٧٧).

<<  <   >  >>