للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ينسى، ويشكر فلا يكفر، بقدر الإمكان، ومن ثَم شملت خير الدارين؛ إذ هي تجنب كل منهي عنه، وفعل كل مأمور به، فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى عليهم في كتابه المبين" (١).

ومن همَّ بمعصية الله أو باشرها فالمنجى والمخرج من ذلك تقوى الله؛ فعن عبيدة بن رفاعة عن أبيه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: (يا معشر التجار) فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: (إن التجار يُبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبرَّ وصدق) (٢).

ولما رأى رسول الله صلى الله عليه بشيراً الأنصاري أبا النعمان قد مال إلى النعمان في العطاء دون إخوته قال له: (اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم) (٣).

ولما رأى عليه الصلاة رجلاً قد ظلم بعيرَه قال له: (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؛ فإنه شكى إليَّ أنك تجيعه وتُدئبه (٤)} (٥).

قال الشاعر:

لا خيرَ فيمن لا يراقبُ ربَّه … عند الهوى ويخافُه إيمانا

حجبَ التُّقى سبلَ الهوى فأخو التُّقى … يخشى إذا وافى المعادَ هوانا (٦).

وقال الآخر:


(١) فيض القدير، للمناوي (١/ ١٢٠).
(٢) رواه الترمذي (٣/ ٥١٥)، وهو حسن.
(٣) رواه البخاري (٢/ ٩١٤).
(٤) أي: تَكُدُّه وتُتْعِبُه. النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٩٩).
(٥) رواه أبو داود (٢/ ٣٢٨)، وهو صحيح.
(٦) روضة المحبين، لابن القيم (ص: ٣٣١).

<<  <   >  >>