كما أمر الله تبارك وتعالى بالمحافظة على مال اليتيم، وتوعد الذين يأكلونه بالعقاب الشديد. فقال عز من قائل:{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}[النساء: ٢] .
وقد وجه الرسول الكريم إلى العناية باليتيم، والرفق به، فقال -صلى الله عليه وسلم:"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" , "أخرجه أبو داود والبخاري والترمذي".
ونجد صورة رائعة أخرى للتكافل الاجتماعي في الإسلام من خلال عنايته باللقيط. فاللقيط هو المولود الذي لا يعرف نسبه, حيث نبذه أهله فرارًا من تهمة الزني أو لغير ذلك. ومن حق اللقيط في الإسلام وجوب التقاطه؛ لأن في التقاطه وصيانته إحياء نفس، ويكون التقاطه فرض كفاية في حالة رؤيته من جماعة، بحيث إذا تركوه أثموا جميعًا، وكان عليهم تبعة هلاكه إذا هلك. أما إذا لم يره سوى فرد واحد فإن التقاطه يصبح فرض عين على من رآه، ومن التقطه لا يجوز له التخلي عنه؛ لأن في ذلك هلاكه "١٢، ١١٤-١١٥".