للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن انتصار الإسلام يتحقق بتحديد موقفه من قضايانا المعاصرة التي لم يفلح علماؤنا حتى الآن في التوفيق بينها وبين الإسلام. وكأن الإسلام دين عقيدة، وليس له صلة بالمعاملات أو شئون العبادات والأخلاق، وكلها تتأثر بالتغيرات التي تطرأ على المجتمع.

ويحدد الشعراوي هذا بدقة في قوله:

إذا استطعنا أن نحدد موقف الإسلام بشجاعة وصراحة من عمل المرأة الآن والاختلاط وتعدد الزوجات. وإذا استطعنا أن نحدد موقف الإسلام من الإعلام ووسائله والترفيه وأبعاده والسياحة وضروراتها. وإذا استطعنا أن نحدد الموانع التي تحول بين تطبيق أحكام الله وإقامة الحدود ... إذا استطعنا هذا كله أمكننا أن نحقق التواجد الفعلى للإسلام "٥، ٧".

ونتيجة لهذا التواجد الفعلى للإسلام، ونتيجة لإظهار قدرة الإسلام على حل المشكلات المعاصرة بحلول نابعة منه، ونتيجة لثراء الإسلام بالفكر في كل زمان ومكان، "يصبح في الإمكان إعادة الثقة في نفوس الأجيال المتمردة من شبابنا في إمكانيات الإسلام وقدراته الفائقة. كدين صالح لكل زمان ومكان" "٥، ٨".

وهناك مجال معاصر للاجتهاد هو تغير شئون الحياة بفعل التقدم العلمي والتقني، وهو مجال مهم في حياتنا يتنامى يومًا بعد يوم، ويزداد تأثيره في مجريات أمورنا، ويفرض نفسه على قضايانا، ويجعل حلولها -في بعض الأحيان- متوقفة عليه، بل قد تصبح تلكم الحلول التي لا تعتمد عليه ضررها أكثر من نفعها، وهذا يواجه المسلمين مواجهة مستمرة متجددة بتجدده، ومن ثم لا مناص من أن يجتهد علماء الإسلام ليواجهوا متطلبات هذا التقدم العلمي والتقني المعاصر من حيث تبصير المسلمين بموقفهم تجاهها.

يقول فضيلة الشيخ الشعراوي في هذا الصدد:

والمحور الثالث "الذي يواجه الإسلام" يتمثل في الإنجازات العلمية التي تطلع علينا كل يوم بجديد في الفلك والطب والأحياء وعلم الوراثة والفضاء وغير ذلك من المجالات العلمية، فتثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ما لا يجد تفسيرًا أو توضيحًا حاضرا لدى الإسلام، وقد تركت في العقول الحيرة وفي النفوس الريبة، وقد تؤثر -بالسلب أو الإيجاب- على العقيدة الإسلامية. "٥، ٥".

ويقترح الشعراوي حلا لهذه المشكلةت في قوله:

والواجب الآن إزاء هذه الكشوف العلمية التي يحققها الإنسان في كثير من المجالات وتصطدم أو تتعارض -مؤقتًا- بالرؤية القرآنية أن يتزود العلماء

<<  <   >  >>