في إعطاء الوسيلة التعليمية مساحة أكبر من المناسب في عملية التدريس. وغالبًا ما يحدث هذا بالنسبة لهؤلاء الذين لا يجيدون تخطيط الدرس. فهم لا يحددون في تخطيطهم وظيفة الوسيلة في الدرس، ومتى تستخدم؟ وكيف تستخدم؟ وأين تعرض في حجرة الدراسة، ولمن تعرض؟ مثل هذه الأسئلة لا بد أن توضع على بساط البحث أثناء إعداد خطة الدرس، إذ بدونها يصبح عرض الوسيلة استكمالًا لصورة الدرس من الناحية الشكلية، وقد تجعل الوسيلة الدرس يبدو وكأن محوره استعراض الوسيلة, فيضيع وقت الدرس وهدفه. ومما يوقع المعلم في هذا الخطأ -أحيانا- إقبال التلاميذ على عرض الوسيلة، فيظن المعلم أن هذا يعني إقبالهم على الدرس.
وليس هذا صحيحًا دائمًا فالمحسوسات -إذا حسن عرضها- تكون أكثر قابلية لدى التلاميذ من المجردات التي يحتويها الدرس, والتي توظف الوسيلة لتجسيدها.
٩- أنه لا بديل عن التقويم لمتابعة مدى تحقيق الأهداف:
لا يستطيع معلم أن يقف على مدى إسهام تدريسه في تحقيق أهدافه العامة, ومدى تحقيقه لأهدافه الخاصة، بدون إجراء تقويم لأدائه التدريسي. فالمعلم يهدف إلى مساعدة تلاميذه على النمو من خلال ما يكتسبونه من خبرات تحت إشرافه بحيث يحقق أهدافًا معينة. لذلك هناك عدة أسئلة تفرض نفسها أثناء تخطيط الدرس بالنسبة لعملية التقويم من أهمها: ماذ أريد أن أحقق من نمو لدى التلاميذ؟ وكيف يمكنني التعرف عليه؟ وما أنسب أسلوب لتقويمه؟ وما أنسب الأدوات التي يمكن استخدامها في هذا التقويم؟ وما متطلبات استخدامها؟
وعلى المعلم أن يعد الأداة التي سوف يستخدمها في تقويم نمو تلاميذه. فإذا كانت هذه الوسيلة اختبارات، فعليه إعدادها، وإذا كانت مواقف أو تدريبات عملية مثل: التربية الميدانية أو الخطابة أو المناظرة، فعليه أن يخطط لها. ثم كيف يجعل من التقويم عملية مصاحبة لدرسه، وشاملة لجميع مكونات هذا الدرس، وشاملة لجميع طلابه مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، مثل هذه الخصائص المهمة للتقويم يحتاج تحقيقها إلى اهتمام خاص أثناء تخطيط الدرس.
ولا شك أن المعلم -أيضًا- يحتاج إلى تقويم ذاتي، فكل معلم وبخاصة المعلم المبتدئ وطالب التربية الميدانية، يحتاج إلى متابعة كفاءة أدائه في التدريس. فلا بد من أن يسأل نفسه، ماذا كان يريد أن يحقق من أهداف؟ وما الذي لم يجعله يتوصل إلى تجويد أدائه، على وجه العموم؟
وفيما يلي أسئلة يمكن أن يتسخدمها المعلم للتقويم الذاتي. "٥، ١٥٧".