كما أن الكثير منهم يخطئون في تخطيطهم للدروس بجعل محور اهتمامهم المادة التعليمية، وهذا يجعل التدريس يتجه إلى حشو أذهان التلاميذ بالمعلومات.
ولا جدال في أن الفترة الزمنية من بين ما ينبغي أن يهتم به المعلم من حيث توافق ما يدرسه معها، ولا مراء في أن المادة التعليمية هي وسيلة من وسائل تنمية خبرات التلاميذ، ولكن عطاءهما الأساسي في الدرس يرجع إلى استثمارهما في تقديم موقف تعليمي واضح، ينشط فيه التلميذ ويمارس التفكير الابتكاري وينمو نموا متكاملًا ومتوازنًا.
لذلك ينبغي أن يكون المحور واضحًا للتلميذ, ويشد انتباهه ويجعله يركز تفكيره فيه، فمثلًا في درس للتعبير في اللغة العربية عن "الآثار الاجتماعية للصلاة" يمكن أن يتناول المعلم الموضوع بالاسترسال في أحكام الصلاة ربما نتيجة لسؤال من أحد التلاميذ، فيضيع من التلاميذ محور الدرس، وقد يرى المعلم أن يترك التلاميذ يعبرون بلغتهم وأسلوبهم، وقد يساعدهم على استخلاص بعض عناصر الموضوع مع استمرار توجيه نشاطهم نحو المحور. وهو "الآثار الاجتماعية للصلاة" ولا شك أن خطة الدرس هي أساس هذا التوجيه.
٨- أن استخدام وسيلة تقنية التعليم ضرورة لا غنى عنها، ولكن ينبغي أن يكون استخدامها وظيفيا:
من الأخطاء الشائعة لدى المعلم الجدد وطلاب التربية الميدانية -أيضًا- إهمال استخدام وسائل تقنية التعليم أو استخدامها وكأنها محور الدرس. فمن يهمل استخدام وسيلة تعليمية تعينه على التدريس يرتكب خطأ, لما للوسيلة من وظيفة مهمة في عملية التدريس. ومن يجعلها محور الدرس يرتكب الخطأ نفسه.
فمن المعروف أن الاستخدام الناجح للوسيلة التعليمية يعتمد على خطوتين أساسيتين: أولًا اختيارها إذا كانت جاهزة التصنيع، وتصميمها وإنتاجها إذا كانت من إعداد المعلم. وهذا يتم أثناء تخطيط الدرس، ويتوقف عليه مدى الاستفادة من الوسيلة في التدريس. فعلى المعلم -إذن- أن يفكر جيدًا في تحليل عناصر الدرس في أثناء إعداد خطة تدريسه، وبناء على هذا التحليل يختار الوسيلة المناسبة أو يصممها.
والخطوة الثانية: التي تجعل من الوسيلة التعليمية عاملًا مساعدًا للتدريس الناجح أو إحباطه، توقيت استخدام الوسيلة. فالمعلم الخبير يستطيع أن يحدد بنجاح -أثناء تقديم الدرس- موضع استخدام الوسيلة في الدرس وأسلوب استخدامها بناء على حاجة التلاميذ إليها. أما المعلم المبتدئ وطالب التربية الميدانية فقد يبالغ