الحساب. لذلك ينبغي أن يعرف المعلم هذه المطالب ويأخذها في الاعتبار، ليس فقط في عرض الدرس، ولكن في عناصر الدرس الأخرى والتطبيقات والواجبات المنزلية، وفي جعل هذه المطالب ميدانا من ميادين التطبيق. وكذلك الأمر بالنسبة للحياة اليومية للتلاميذ، مثل المناشط الاجتماعية والاقتصادية في بيئة المدرس بخاصة وفي المجتمع على وجه العموم.
٦- أن استعداد المعلم للتخطيط لا ينبغي أن يتوقف عند حدود الدرس:
كثيرًا ما يعكف المعلمون وطلاب التربية الميدانية بخاصة على الإعداد لتخطيط الدرس وإنجاز خطة تدريسه، في نفس اليوم الذي سوف يقومون بتدريسه أو قبله بيوم واحد، هذا لا يترك للمعلم فرصة لإثراء معلوماته عن موضوع الدرس بالاطلاع على مختلف المصادر, واختيار المعلومات الأنسب، ولا يتيح للمعلم فرصة تحليل مختلف التصورات عن طرائق التدريس التي يمكن أن يستخدمها في عرض الدرس, بما يعطي للتلاميذ فرصة المشاركة الإيجابية، والتنظيم الأفضل لهذه المشاركة في الدرس، ووسائل تقنية التعليم الأكثر تعبيرًا عن المفاهيم والعلاقات والحقائق التي يحتويها الدرس، والعمل على تنوع التطبيقات، وهذه مجرد أمثلة.
وكثير من المعلمين لا يرجعون في تحضيرهم إلا إلى الكتاب المقرر، مما يجعل خطتهم للدرس لا تخرج عن كونها صياغة جديدة لما هو بهذا الكتاب عن موضوع الدرس، فيبدون أمام التلاميذ محدودي المعرفة، بل نسخة مكررة وربما مشوهة من الكتاب المقرر.
لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن يتعايش المعلم مع مفاهيم الدرس وحقائقه والمهارات المتعلقة به ويهضمها، وأن يبحث عن أفضل طرائق تهيئة الموقف التعليمي لمساعدة التلاميذ على اكتسابها من خلال نشاطهم الذاتي.
ولا يمكن تحقيق هذا كله, ما لم يتمثل المعلم الموقف التدريسي من خلال استثماره مختلف الخبرات العملية والتربوية والاجتماعية المتاحة. وهذا لا يمكن تحقيقه في ليلة واحدة أو في يوم واحد أو بالرجوع إلى الكتاب المقرر وحده، ولكن بسعة الاطلاع والتفكير والتدبر لفترة أطول.
٧- أن تتركز خطة الدرس حول محور واضح يشيد المعلم به انتباه التلاميذ إليه:
ينبغي أن يكون للدرس محور يدور حوله نشاط التدريس، ويجعل المعلم قادرًا على التخطيط لجذب التلاميذ إليه بسهولة. فمن الأخطاء الشائعة بين المعلمين في إعدادهم لخطط الدروس أن البعض منهم يجعل محور تخطيطه "الفترة الزمنية للدرس". وهذا -في كثير من الأحيان- يؤدي إلى الاهتمام بشغل هذه الفترة الزمنية بنشاط تدريسي غير موجه التوجيه المطلوب.