وفي عصرنا هذا أخرج يوسف إلياس الحداد سلسلة دروس قرآنية: أ- الإنجيل والقرآن. ب- القرآن والكتاب جـ١ قال الأستاذ محمد عزه دروزه عنهما في كتابه "القرآن والمبشرون": وقد كتب الخوري لكل من كتبه الأربعة، مقدمة برأيه الظاهر وفيها دعوة إلى التفاهم وتبادل الثقة بين: المسلمين والنصارى؛ لأنهم يدينون بدين كتابي متَّحد المصدر والمبادئ والأهداف، غير أنه حشا كتبه بأقوال وبيانات وروايات وتحليلات عن القرآن ومحتوياته ونظمه ولغته وترتيبه وعن شخصية النبي وسيرته ورسالته، وصلتها بأهل الكتاب وتجديد أكثر اليهودية والنصرانية وكتبهما فيها الغريب العجيب المذهل من التخرص والتعسف والتجني والمجازفة وتحريف الكلام واللعب بالألفاظ وعدم التورع عن أقوال فيها افتراء وسوء أدب نحو القرآن ورسوله وكتاب وحيه وأصحابه الأولين وتابعيهم ونسبة الدس والزيادة في القرآن ص٧٢٦. ٢ يقول فيليب حتى في كتابه تاريخ سورية "٢: ١٤٤": لقد كانت عقيدة التوحيد ويوم الحساب من أروج المواضيع في الأدب القرآني وفي الأناجيل المرفوضة والرسائل الصوفية على السواء، ثم يقول: حتى جعلوا الإسلام من وجوه عديدة وريثا للنصرانية والسريانية. ٣ يقول الأستاذ محمد عزه دروزه في كتابه القرآن والمبشرون ص٣٩: على أن هناك أشياء كثيرة وردت في القرآن من هذه القصص ولم ترد في الأسفار المتداولة. ومنها ما ورد في القرآن والأسفار متغايرا في الجزئيات بل وفي الصور المهمة معًا، فليس في سفر التكوين مثلًا ما ورد في القرآن من أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وعصيان إبليس والموسوس لآدم وحواء في الجنة هو الحية في حين أنه في القرآن إبليس، وليس في هذا السفرما ف يالقرىن من قصص إبراهيم مع قومه وتخريب لأصنامهم ونظرته في النجوم وحجاجه مع قومه ومحاولتهم إحراقه في النار وإسكانه بعض ذريته عند بيت الله المحرم أي مكة واشتراك إبراهيم وإسماعيل في بناء الكعبة. وليس في هذا السفر ما في القرآن من محاورة بين نوح وابنه الكافر عدم ركوب هذا في السفينة وغرقه، ومحاورة نوح مع الله تعالى في ذلك، وليس في السفر ما في تمزيق امرأة العزيز قميص يوسف ولا كلام النسوة ودعوة امرأة العزيز إياهن وتقطيعهن أيديهن، وليس في أسفار الخروج والعدد وتثنية الاشتراع التي فيها موسى وفرعون وبنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر وحياتهم في سيناء ما في القرآن من خبر سحرة فرعون والتقاف الثعبان لحبالهم وعصيهم وسجودهم وإيمانهم ومحاورتهم مع فرعون وغرق فرعون وجنوده حينما خرجوا لمطاردة بني إسرائيل. والقرآن يذكر أن الشخص الثاني الذي أراد موسى أن يبطش به هو عدو في حين أن سفر الخروج يذكر أنه عبراني، قال الأستاذ دروزه: ونحن نعتقد أن ما ورد في القرآن ولم يرد في الأسفار المتداولة أو ورد فيها مباينا لما ورد فيه قد ورد في أسفار أخرى كانت متداولة بين أيدي اليهود لم يصل إلينا، وهذه ظاهرة تثبتها الأسفار المتداولة التي ورد فيها أسماء عديدة ليست بين الأسفار المتداولة".