للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا تقدمت البحوث وعلم الحفائر وأظهرت دلائل تؤيد روايات القرآن وتثبت لهم ما حرفوا في كتبهم بالزيادة أو الحذف -وهذا ما قاله القرآن عنهم- دعوا إلى التفاهم وتبادل الثقة ما دمنا ندين بدين واحد، من حيث المصدر والغاية١.

وحقيقة أن الدعوى إلى التفاهم اشتدت في عصرنا، ولكنها دعوى مغلوطة؛ لأننا نؤمن بالمسيحية واليهودية وبالأديان السماوية مع الإسلام على حد سواء، فليس بين الإسلام والتوراة والإنجيل أزمة ثقة، أما هم: فإننا نراهم يعانون أزمة الثقة بينهم كطوائف وبين اليهودية كدين، وهذا قديم تاريخيا، ثم أخيرا بينهم جميعا وبين الإسلام، أما نحن المسلمين فبراء منها؛ لماذا؟

لأن الدعوة طرحها القرآن -وما زالت مطروحة- وعليهم الاستجابة لها، وبالتالي فالمشكلة التي بيننا وبينهم هي في مدى قدرتهم على الاستجابة نحو الكلمة السواء٢.


١ وعجبنا عندما وقف البابا شنودة: ونادى بدعوة التعاون بين الأديان السماوية، ثم ذكر شخصيات إسلامية تاريخية ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فهل بذلك صدق مع نفسه أو صدق مع دعوته؟ أو نقض بنفسه وفي نفس دعوته ما دعا إليه؟
٢ أما عن عوائق التفاهم فهي كما ذكرها الإمام عبد الحليم محمود ردا على رسالة كان قد بعث بها إليه د. ميجل دي إيبالثا سكرتير عام الصداقة الإسلامية المسيحية "مدريد أسبانيا" والرسالتان كما يلي:
السيد المحترم صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد:
فيسر جمعية الصداقة الإسلامية المسحية في مدريد أن تتوجه إلى فضيلتكم؛ لتشرُف بإخباركم بما استقر عليه الرأي من انعقاد مؤتمر قرطبة العالمي المسيحي الثالث خلال عام ١٩٧٩، إن شاء الله. وقد رأت إدارة الجمعية اختيار موضوع محمد وعيسى ملهمين للقيم الاجتماعية المعاصرة بالنسبة لمسلمي اليوم سواء برسالته وعقيدته ودعوته، أو بشخصيته وسلوكه ونفسيته المثالية. بينما يشرح المسيحيون كيف يعبر عيسى عليه السلام عن القيم الاجتماعية نفسها عند المسيحي اليوم، ورغبتنا أن يدرس هذا الموضوع مجموعة ممن يعيشون في مجتمع متكافل يفيض بالمودة والوفاق، وإن اختلفت عقائد مواطنيه وتنوعت أديانهم.
وسوف يتولى عملية تنظيم وإعداد المؤتمر من الجانب المسيحي الكليات المتخصصة في علوم اللاهوت، نذكر منها خاصة كلية اللاهوت بمدريد والجامعة البابوية في روما، ويعدّ الموضوع -بمشيئة الله- من الجانب الإسلامي الجامعات المتخصصة في بعض البلدان الإسلامية ومؤسسات إسلامية وشخصيات مسلمة، يستوي في ذلك من يعيشون داخل أسبانيا ومن يقيمون خارجها.
ونعتقد أنه من الممكن دراسة رءوس الموضوعات التالية في نطاق الموضوع العام للملتقى وهي: الحرية والعدالة والمساواة في مختلف مظاهرها وجوانبها المتعددة في هذا الدين أو ذاك، ولا يعني هذا -بطبيعة =

<<  <   >  >>