وما نبغيه في هذه المرحلة -مرحلة الإعداد والدراسة- هو النصيحة وتبادل الرأي، والاستفادة بالمشورة دون إلزام أو التزام بحضور المؤتمر، وسوف نتصل بكم في مرحلة أخرى إن شاء الله من أجل توجيه الدعوة لحضور جلسات الملتقى نفسه إذا رغبتم في ذلك. وفي انتظار كريم ردكم نرجو أن تتقبلوا خالص تحياتنا وأطيب أمنياتنا بالصحة والسعادة. وسلام الله عليكم وتحياته ورحمته وبركاته.. سكرتير عام جمعية الصداقة الإسلامية المسيحية "إمضاء" دكتور: ميجيل دي إيبالثا. مدريد. إبريل ١٩٧٨م بسم الله الرحمن الرحيم السيد المحترم: د. ميجل دي إيبالثا تحية طيبة وبعد، فقد وصلني خطابكم المؤرخ: إبريل ١٩٧٨م. وإني أشكر لكم هذه الرغبة في التفاهم بين المسلمين والمسيحيين وإثراء الفكر المعاصر بالحلول التي أوحاها الله تعالى إلى محمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم، وذلك فيما يتعلق بالمشاكل المعاصرة. وقد وصلني أخبار المؤتمرين السابقين. وأحب أن أنبه، في مودة، ومن أجل تفاهم عميق إلى بعض الأمور: ١- إن الإسلام -منذ أن بدأ- خالف الجو العالمي: اليهودي في أمر عيسى عليه السلام؛ لقد أعلن الإسلام مباشرة تقديره واحترامه لعيسى وأمه؛ وأما عيسى عليه السلام فهو وجيه في الدنيا والآخرة وأما أمه فهي صديقة. نبوة عيسى عليه السلام جزء من إيمان المسلم وبراءة أمه وطهرها جزء من إيمان المسلم، ولم يقف الإسلام من عيسى عليه السلام ومن موقف اليهود الذين ما زالوا على موقفهم إلى الآن من عيسى وأمه؛ لقد افتروا -وما زالوا- على عيسى وعلى أمه ورموهما ببهتان شنيع أما الإسلام فمجدهما وما زال مستمرا في تمجيده لهما. فماذا لقي المسلمون من المسيحيين في مقابل ذلك؟ ٢- أنه لا بد من الاعتراف بالدين الإسلامي وبرسوله حتى ينال المسلمون في أوربا ما ينال اليهود من الاعتراف بأعيادهم وبشعائرهم وأنه لا يتأتى التفاهم بين أتباع رسول يحترمه المسلمون هو عيسى عليه السلام وأتباع رسول لا يعترف به المسيحيون وهو محمد صلى الله عليه وسلم. ٣- إن المسلمين والمسيحيين يعملون على مقاومة الانحراف والانحلال والمادية والإلحاد، وكان يجب أن يسيرا في خط متعاون متساند ضد التيارات المنحرفة ولكن للأسف -يسير المسيحيون في طريق تنصير المسلمين بقوة، فهم يعملون ليل نهار على أن ينصروا المسلمين في كل مكان في العالم، وكل الدول وأمريكا ترسل إرساليات؛ لتنصير المسلمين بأسلوب مكشوف واضح أو بأسلوب خفي مستور، ويضيق المسلمون بذلك ضيقًا شديدًا، رغم ذلك فإن ملايين الجنيهات تتفق في سعة للتنصير بكل الطرق. =