للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما ذكرته كتب التاريخ الإسلامي عن علاقة المسلمين بالمسيحيين -وفق التوجيه النبوي ما ذكره ابن سعد في طبقاته عن كتبه ورسائله إلى الأساقفة وديار المسيحية في العرب وما أوصى به سفراءه، يذكر ابن سعد فيروي:

وكتب رسول الله لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم على ما تحت أيديهم من قليل وكثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم جوار الله ورسوله لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ولا كاهن عن كهنوته ولا يغير حقًّا من حقوقهم ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه ما نصحوا أو أصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين١.

وكتب إلى ضغاطر الأسقف:

سلام على من آمن، أما على أثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم الزكية وإني أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى ابراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون. والسلام على من اتبع الهدى ...

وفي بعض كتبه لأهل نجران يقول صلى الله عليه وسلم: ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وارضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغير أسقفا عن أسقفيته ولا راهبا عن رهبانيته ولا واقفا عن وقفانيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس ربا ولا دم جاهلية ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.

إلى أن قال: وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة النبي أبدا حتى يأتي الله بأمر إن نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم٢.


١ طبقات بن سعد "١: ٢٦٦".
٢ طبقات بن سعد "١: ٢٦٦".

<<  <   >  >>