للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجماعة بذاتها وأنها غير صابئة، ونرفض ما فيها من تعليقات، ولا سيما أن ابن النديم نقلها من غير تعليق وأسندها إلى غيره، وبذلك تتعاون النصوص على إثبات الصابئة للحرانيين.

وسواء قوى شيئا نص ابن النديم أو ضعف أمام نسبة الصابئة إلى حران فإن هناك شيئا جوهريا ينبغي التعقيب عليه وهو أن الصابئة المذكورة في القرآن ليست هي صابئة حران١.


١ يقول السيد عبد الرازق الحسيني في كتابه: الصابئة قديما وحديثا ص٢١: من المتعذر جدا أن يوفق الباحث إلى معرفة ما بين هذه الفرق من الرابطة؛ فقد ذكر القرآن قسما من الصابئة وفسرها المفسرون بعد أن نسبوا لها أصولا تختلف كثيرا عن الصابئة الحرانية، كما أن هذين القسمين من الصابئة يختلفان كثيرا عن صابئة البطائح المبثوثين الآن في مدن العراق النهرية.
والحق أن كل فرقة من هذه الفرق تختلف في أصول معتقداتها عن الأخرى اختلافا واسعا فقد سكن الصابئة الذين ورد ذكرهم في القرآن بلاد العرب ومصر قبل الإسلام وقبل النصرانية واليهودية وقد انقرضوا وعفت أخبارهم، فأصبح من المتعذر علينا بيان متعقدهم بالتفصيل.

<<  <   >  >>