يقول: إن المواطن السامي الأصلي هو قاطن ببعض جهات أرمينية، ويرى أصحاب هذا الرأي، وفي مقدمتهم -أرنست- صاحب كتاب تاريخ اللغات السامية، الذي كتبه بالفرنسية؛ يذهب فيه إلى أن الساميين هاجروا أولا من جهات في مقاطعات أرمينية الواقعة حول إقليم أرمينيا الجبلي في شمال الكردستان الحالية، الواقعة شمال العراق، ويستدلون على ذلك بأدلة مستقاة من روايات التوراة، ومما نقل عن بعض أحبار اليهود.
فهذا الرأي يوصف بأنه رأي نقلي؛ لأنه مأخوذ عن الغير، وليس له أي دليل، وهذا الرأي لا يمكن الأخذ به؛ لأنه أصبح من المؤكد الآن، أن مؤلف سفر التكوين، الذي هو مصدر تلك الروايات لم يستند فيما كتب إلى أدلة علمية يقنية، بل كان يأخذ المعلومات من أفواه الرواة والقصاصين، الذين ذهبوا في رواياتهم مذاهب شتى، غير يقينية فيما يتعلق بموطن الساميين الأصلي.
يقول نولدكه المستشرق الألماني: قل أن يوجد عالم محقق الآن يعتقد أن موطن الساميين الأصلي هو الشمال الأقصى من بلاد العراق١.
ثالثًا: الرأي التركستاني
يذهب إلى هذا الرأي طائفة كبيرة، من مستشرقي أوربا، وفي مقدمتهم "فون كريمر"، يقوم هذا الرأي على نتيجة هامة؛ وهي: أن الساميين قبل تفرقهم، وتفرق لغاتهم الأصلية إلى لهجات مختلفة، كانوا يستعملون اسما مشتركًا فيما بينهم، ولكن لم يكن لديهم اسم عام مشترك للنخيل، ولا للتمر، ولا كلمة واحدة تدل على النعامة؛ أي أن الكلمات التي تدل على نخل، وتمر، ونعامة لا
١ راجع مقالًا عن اللغات السامية في دائرة المعارف البريطانية.