يميلون إلى البحث عن مجال حيوي متيسر فقط في الأراضي الشمالية الخصبية التي تجاورهم؛ ويؤدي ذلك إلى الحجة الاقتصادية التي تقول: إن أهل الجزيرة الرحل كانوا دومًا يعيشون على ما يقرب من الجوع، وإن الهلال الخصيب كان أقرب مكان يزودهم بما يحتاجون إليه١.
خامسًا: الرأي الديني
يذهب المؤرخون القدماء إلى تقسيم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أجناس:
١- الجنس السامي.
٢- الجنس الحامي.
٣- الجنس اليافثي.
وذلك نسبة في رأيهم إلى أبناء نوح -عليه السلام- الثلاثة، سام، حام، يافث على حسب ما ورد في الفصل العاشر من سفر التكوين، وقد قرروا أن أي جنس آخر لا بد أن يكون متفرعا من أحد هذه الأجناس الثلاثة؛ يقصدون بذلك أن جميع سكان الكرة الأرضية هم من نسل نوح؛ وقد بنوا رأيهم هذا على ما يستفاد من التوراة، من أن الطوفان الذي حدث في عهد نوح كان طوفانا عاما، شمل الأرض جميعا.
وهذا الرأي الذي يستند إلى مصدر ديني؛ يتضمن حقيقتين؛ هما:
أولا: أن جميع لغات العالم انحدرت من لغة واحدة، هي اللغة التي كان يتكلم بها أبناء نوح بعد الطوفان.
ثانيا: أن جميع الشعوب البشرية، التي تسكن جميع أنحاء الأرض، قد انحدرت من أصل واحد، هو نوح -عليه السلام- وقد ظل هذا الرأي سائدا حتى عصر النهضة الأوربية.
سادسا: الرأي المتطرف
وجاء عصر إحياء العلوم، والمعارف في مستهل العصور الحديثة، التي تقدمت فيها العلوم الطبيعية، وانتشرت المباحث البيولوجية، وتعددت المصادر التاريخية بالنقوش وغيرها من الآثار التي خلفها القدماء، فتغيرت وجهة الباحثين في هذا الموضوع، وكان من نتائج تلك البحوث أن أنكر فريق من العلماء هذه القصة من أولها إلى آخرها، وعدوها من الأساطير الموضوعة، والأحاديث المختلفة، التي وضعها قدماء