القصاص من الأمم السامية، وخاصة بني إسرائيل؛ ثم أخذوا يعلنون آراءهم، التي تخالف ما ورد في تلك القصة النقلية في جملتها وتفصيلها.
سابعا: يتوسط بينهما
غير أن فريقا من العلماء الذين يحرصون على القديم، هبوا يقولون: إن كل أسطورة لا بد أن يكون لها أصل تاريخي تستنند إليه، وإن قصة خلق العالم كما ذكرت في سفر التكوين، وفي بعض آثار بابل القديمة على فرض أنها غير مقبولة في تفصيلها، لا بد أن تنطوي على شيء من الحقيقة، وعلى هذا الأساس أخذوا يوفقون بين المذهبين: الديني والعلمي، وأقبلوا يؤولون ما يقبل التأويل من النصوص المدونة في الكتب المقدسة خاصة بهذا الموضوع؛ كان تفسيرهم لحادثة الطوفان، المروية في سفر التكوين أنها حصلت بالفعل؛ ولكنها كانت حادثة محلية، ويرجح أن منشأها هو فيضان دجلة والفرات، وما يتصل بهما من نهيرات فيضانا خارقا للعادة؛ وكانت حادثة مروعة لم يعهد لها التاريخ نظيرا من قبل.
نظريات حديثة في تقسيم الأجناس:
لقد ظهرت آراء كثيرة مستنبطة من العلوم، التي تبحث في شئون الإنسان، يستفاد منها أن النوع الإنساني ينقسم على أساس اختلاف بنيته؛ واختلاف ألوان بشرته إلى أربعة أقسام:
أولا: الجنس الأبيض: الذي يوصف أحيانا بأنه الجنس القوقازي؛ وقد انتشرت منذ آلاف السنين في أوربا؛ ثم في حوض البحر المتوسط الشمالي، والجنوبي، وغرب آسيا.
ثانيا: الجنس الأصفر: الذي يوصف بأنه الجنس المغولي أو الطوراني، وقد انتشر في شرق آسيا، وبعض جهات أمريكا١.
ثالثا: الجنس الأسود: الذي يوصف بأنه الجنس النوبي، وقد انتشر في أفريقيا، واستراليا.