وكانت اليهودية في "حمير" وبنى "كنانة" و"بنى الحارث بن كعب وكندة".
وكانت المجوسية في بني "تميم". منهم زرارة بن عدس التميمى وابنه حاجب ابن زرارة، وكان قد تزوج ابنته ثم ندم، ومنهم الأقرع بن حابس -وكان مجوسيا، وأبو سودة جد وكيع بن حسان- وكان مجوسيًّا.
- وكانت الزندقة في قريش أخذوها من "الحيرة" وكان "بنو حنيفة" اتخذوا لها في الجاهلية إلها من "حيس" فعبدوه دهرا طويلا ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه فقال رجل من "بني تميم" شعرا:
أكلت ربها حنيفة من جو ... عٍ قديم بها ومن إعوازِ
ونلاحظ أن المادة العلمية التي قدمها ابن قتيبة غير دقيقة لا من جهة الموضوع ولا من جهة الحصر ولا من جهة تحديد القبائل التي تدين بالدين الذي نسبهم إليه.
فهو أولًا لم يعد الصابئة ضمن أديان العرب.
وثانيًا: أنه ذكر الزندقة في أديان العرب.
فأخرج الصابئة وهي داخلة في أديانهم وأدخل الزندقة وهي خارجة عنهم.
وفي نظرنا يعتبر هو الوحيد الذي ذكر الزندقة، والوحيد أيضا الذي لم يعد الصابئة.
يقول الألوسي ١:
والذي يظهر أن مراد ابن قتيبة من الزندقة هو الملة التى نسبها إلى بعض العرب الذين اعتنقوا الثنوية أو القائلين بالنور والظلمة بمقتضى قوله: أخذوها من الحيرة؛ فإنها من بلاد الفرس.
١ بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، السيد محمود شكري الألوسي ط٢ ص"٢٢٨٢".