للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما أن جاءت العرب أخذت هذا المعنى من الفرس، وقالوا: زنديق وعربوه، والثنوية: هم الزنادقة.

قال المسعودي: وألحق بهؤلاء سائر من اعتقد القدم وأبى حدوث العالم١.

ويقول الشهرستاني: ومما اتفقت حوله الأديان والملل: أن للعالم قوة إلهية مدبرة له، بيد أنها لها أسماء شتى:

- تسمى عند "زرادشت" مشا سيد.

- وعند الفلاسفة: العقل الفعال، ومنه في الفيض الإلهي.

- وعند المانوية: الأرواح الطيبة.

- وعند العرب: الملائكة.

- وفي الإسلام: الله.

ولعل ما لاحظه الشهرستاني: كان موضع تقدير لدى الذين حاولوا توحيد الأديان، وذلك على أساس أن الشعوب المختلفة إنما تعبد في الحقيقة الإله نفسه تحت أسماء مختلفة، وأنه يمكن بناء على ذلك توحيد الأسماء والنحل، وهذا الاعتقاد هو ما جعل أنطيوخوس الرابع يعتقد أنه لن تكون هناك صعوبة شديدة تستعصي على إدخال عبادة "زيوس" حتى في بلاد اليهودية نفسها.


١ مروج الذهب ص١٧٣.

<<  <   >  >>