وهناك مدرسة واحدة من المدارس الفكرية تنادي بأنه لم يكن له وجود على الإطلاق، وأقدم تاريخ ذكر هو سنة ٦٠٠٠ ق. م. وقد تمسك "بيروسبوس" المؤرخ البابلي الذي عاش في القرن الرابع ق. م. بالرأي القائل بأن: زرادشت: قد ولد حوالي سنة ٢٠٠٠ق. م. ويميل العلماء اليوم إلى الاعتقاد بأن زرادشت لم يولد قبل ٦٦٠ ق. م. واسم زرادشت Zaradstrs هو: الترجمة الإغريقية لـ "زرداثوسترا" الذي ضمنه "نيشته" في مسرحيته الشعرية المشهورة، كذلك قال: زرادثو سترا، وقد ولد زرادشت في بلاد فارس.
"أفيستا" أقدم نص ديني فارسي، من هنا كان من الصعب بالطبع الجزم بالموقع المضبوط -موطن "زرادشت" وتعاليمه، هل هو "باكتريا" أم "مرغيانا"، يرى العالم السوفيتي "مستروفه": بأن مرغيانا "مرو" والبلاد المتاخمة لها هي الاحتمال الأقوى.
ويرى دليله على فرضه هو: أن "أفيستا" يذكر بلدًا هو: "مرو" أي مرغوش بالفارسية، وميرغيانا باليونانية بوصفه البلد الوحيد الذي يتبع أهله قواعد قانونية "آشا" أي أساس الأسس في تعاليم "زرادشت"؛ وهذا القانون تشخيص للنظام الحقوقي الثابت، والذي ترتكز عليه كل الفضائل.. وهذا القول: لا ينسبه كتاب "أفيستا" إلى أي من البلدان التي يتطرق إليها ما عدا "مرو".
وعلى أساس هذه المعطيات وغيرها يؤكد الأكاديمي "مستروفه" قائلا: لذا أرى في هذه الإشارة دليلا يعزز افتراض بأن "مرغيانا" هي أول منطقة تنبت الجماهير الشعبية فيها تعاليم "زرداشت". وفي ختام بحثه يقول: وحاولت أن أثبت بأن مرغيانا والمناطق المتاخمة لها في آسيا الوسطى كانت موطنا للزرادشتية"، وهناك أقوال أخرى لا تزال تفترض فرضيات معاكسة تقول: إن وطن زرادشت هو: بلاد "الميلابين" غربي إيران، حتى أقصى جنوب غربي أفغانستان.
يذهب بعض علماء الآثار إلى افتراض أصل مشترك بين قبائل هضبة إيران الشرقية "تل تيه وبازتيه" وشبه القارة الهندية؛ وذلك أن المكتشفات الأثرية تشير إلى الثنائية الواضحة في المعتقدات المحلية، وتلك نظرية فلسفية أخلاقية تكاد تكون مطابقة لجوهرة تعاليم "زرادشت" ومن معطيات الدراسة لتلك الدراسة استنتج الباحثون الأثريون أن "زرادشت" عاش وأسس تعاليمه في فترة لا تتجاوز القرن السابع ق. م. ففي هذه