للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفترة التاريخية عاش "زرادشت" وعن طريق تعاليمه نشأت الزرداشية كمذهب فلسفي وأخلاقي وديني.

ويرى علماء الآثار أن مضمونها يجسد تصورات متطورة جدا للفلسفة الطبيعية، وذلك يقوي افتراضهم أنها لم تنشأ من فراغ، وأن المجتمع الذي نشأت فيه قد قطع شوطا بعيدا في تطوره الذهني فقد كان ثمة أفكار تسبق تطابق ما عليه.

من هنا يرى علماء الآثار أن المبادئ الأساسية للديانة "الزرادشتية" غرفت من مناهل النظرات الفلسفية والأخلاقية المنتشرة قبلها على نطاق واسع في: "باكتريا ومرغيانا".

ولما سمح له في الوقت المناسب بمصاحبة الأرواح كان في استطاعة زرادشت أن يوجه أسئلة إلى "أهورا مازاد" نفسه، فلقد تساءل: "في علم التجسيد، ما هو الشيء الأول في الكمال؟ وأيها الثاني؟ وأيها الثالث؟ " فرد عليه "أهورا مازاد" قائلا: "إن أول كمال هو: الأفكار السديدة، وثانيها: الكلمات الطيبة، وثالثها: الأعمال الصالحة"١ في بدء رسالته، يبدو أن "زرادشت" قد عاش حياة الناسك.

وعلى شاكلة "يوحنا المعمداني" نزح إلى البرية، وعاش على لا شيء اللهم إلا على الجبن والجذور، ثم جاء الإغراء.

قامت الشيطانة "سيندارماد" بالتغرير بـ زرادشت، ولم يتم اللقاء في البرية بل بين أشخاص عاديين قرر زرادشت أن يدرس عاداتهم: "لقد اتجه زرادثو سترا إلى العالم الذي يعيش فيه، عالم الصداقة، مستهدفا أن يراقب تماما ذلك الطريق المعبد للوجود التجسيدي. ثم تقدمت الشيطانة امرأة ذات جسد ذهبي، ناهدة الصدر. لقد طلبت صحبته كما طلبت أن يخاطبها وأن يعاونها".

ولما كان على علم بأن مفاتنها خداعة تماما، طالبها بأن تدير ظهرها ولكنها ردت عليه قائلة: يا زاراثوسترا الأستبماسى، حينما نكن، تكن النساء منا جميلات من الأمام، قبيحات بصورة مخيفة من الخلف، فلا تطالبنى بأن أدير ظهرى" ولكنه


١ المرجع السابق ص ١٤٨ تأليف أ. و. ف توملين ترجمة عبد الحميد سليم.

<<  <   >  >>