أصر، وبعد أن عارضت للمرة الثالثة، وافقت على أن تدير ظهرها، عندئذ خرجت منها سلالة كريهة من الثعابين والضفادع البرية والسحالي وأم الأربع والأربعين، والضفادع البحرية، على أن المحنة الحقيقية جاءت فيما بعد في صورة هجمات شيطانية عليه، من بينها كان إيلاج رصاص مصهور في معدته، ولكن لم يفلح شيء في زعزعة إيمانه في عدالة الإله الذى تمتع بصحبته أعني "أهورامازدا"، وأخيرا كمكافأة له على تعبده الرواقى أهداه "أهورا مازدا" شخصيا بكتاب الحكمة السماوية الذي سمي فيما بعد باسم "أفيستا Avesta" وكان هذا هو الإنجيل الذي كان يحلم به وهو صبي، وبذا صار للمبعوث الآن إنجيله، وبرغم أن تبشيره قد لقي في بادئ الأمر أذنا صماء؛ لأن الفرس كان لديهم بالفعل آلهتهم وطقوسهم الطبيعية -إلا أن "زرادشت" قد بدأ بالتدريج في اجتذاب مهتدين، وعندما قرر في النهاية أمير فارسى يدعى "فيشتاسبا Vishastspa"، أو هيستاسبس Hystspes أن يعتنق العقيدة الجديدة بدأت حركة تحول دينية قوية؛ لأن هذا الأمير أعلن على الفور عن نيته في نشر العقيدة الزارادشتية في أرجاء مملكته، ولكن خليفة "قمبيز" وكان يعتقد في آلهة الماجيين القدامى Old Magingods سعى لاستئصال شأفة الديانة الزرادشتية، ولكن باعتلاء "داريوس الأول" العرش في سنة ٥٢١ ق. م. أعلنت العقيدة الزرادشية ديانة رسمية للفرس، ويعتقد بعض المؤرخين أن الأمير "هيستاسبس" الذي كان أول من صادق زرادشت لم يكن إلا ولد "داريوس" وإذا صح هذا القول فإن هذا ينهض دليلا على أن زارادشت قد ولد في أقدم تاريخ عزي إليه١.
- كانت آلهة الفرس السابقة لعصر "زرادشت" تحمل شبهًا كبيرًا لتلك الآلهة الواردة بالكتب المقدسة الهندية Vedas، وفي الواقع لقد كان كثيرا ما ينادي العلماء الهنود بأن الأفستا Avesta- تكاد تدين بكل تعاليمها الأساسية للفيداس بما في ذلك اسمها، لقد كان "البانثيون Pantheon أو مدفن عظماء الآلهة يضم إلهين عظيمين:
ميثرى Mithre إله الشمس، وأنيتا Anaita إله الأرض والخصوبة، وقد تأكدت أهمية عبادة الخصوبة أكثر من ذلك بعبادة هاووما Hama الإله الثور، الذي