كان من المفروض أن دمه يهب الخلود لمن شربه، لقد كان عشب "هاووما" أول ما حلت به روح زرادشت في رحلتها البعيدة نحو مولده. ولما كانت الهاووما موجودة بصورة خاصة في الجبال لذا كانت لها خصائص مخدرة، وكانت عبادة الإله الثور تتمثل في شرب عصير النبات باعتباره مماثلا للدم الذي يهب الحياة.
ومن المحتمل أن يكون إله الهند "سوما Soma" مثل الهاووما، ونجد أيضا بين هؤلاء الناس القدامى آثارا واضحة لعبادة السلف: ديانة ترك احتفاؤها في الأزمنة المتحضرة فراغًا يملؤه مثل تلك الأمور البديلة المجردة مثل القومية، العقيدة الوحيدة التي قدمها الغرب للشرق.
لقد ذكرنا أن الكتب الزرادشتية المقدسة التي بقيت أعني الأفستا والنصوص البهلوية تصعب قراءتها على الدارس الغربي، ولا شك أن السبب في هذا هو أنه لا يكاد هناك شيء في الأدب الغربي يمكن مقارنته بها. والواقع هو أن النصوص التي بقيت لا تعدو أن تكون أجزاء من مجموعة كبيرة جدا من الكتب المقدسة١.