للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروي أهل الأخبار أن أمية كان قد مات، وهو معتقدٌ بأن "الحنيفية حق"؛ إذ رووا أنه قال في مرض موته: قد دنا أجلى، وهذه المرضة فيها منيتى، وأنا أعلم أن الحنيفية حق، ولكن الشك: يداخلنى في "محمد"، وقال: لا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر١.

ويذكرون عنه أنه: بعد أن صبأ عن قومه وتحنف لبس المسموح على زي المترهبين الزاهدين في هذه الدنيا، ورافق الكتب ونظر فيها؛ ليستلهم منها العلم والحكمة والرأي الصحيح؛ ثم حرم الخمر على نفسه مثل: بقية المتألهين، وتجنب الأصنام، والتمس الدين، وذكر إبراهيم وإسماعيل، وأنه كان أول من أشاع بين قريش افتتاح الكتب، والمعاهدات والمراسلات بجملة: "باسمك اللهم"، وهي الجملة التي نسخت في الإسلام بجملة: "بسم الله الرحمن الرحيم"٢.

ويروى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع شعر أمية، وقال: "كاد يسلم"، وذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث له عنه: آمن شعره، وكفر قلبه، وإنه لما سمع شعره في الحنيفية والدين، والذي مطلعه:

الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... بالخير صبحنا ربي ومسَّانا

قال: "إن كاد أمية ليسلم"٣.

٥- ورقة بن نوفل:

هو: ورقة بن نوفل بن أسد ... يلتحم نسبه بنسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في جد جده.

ذكروا أنه: ساح على شاكلة من شك في دين قومه، وتتبع اليهود والنصارى، وقرأ الكتب، وعد في جملة المتنصرين في أغلب الروايات فقد ذكروا أنه تنصر واستحكم في النصرانية، ومات عليها؛ وهذا هو رأي أكثر أهل الأخبار.


١ السابق جـ٦ ص٤٨٢.
٢ المفصل جـ٦ ص٤٨٤.
٣ السابق جـ٦ ص٤٨٥، صحيح مسلم ٧/ ٤٨.

<<  <   >  >>