للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اقتبس عيلام حضارته من الحضارة السومرية؛ وتعلم منها الكتابة بالخط المسماري، ووفق ماجاء في سفر التكوين "١٤-١٠" أن ملكا عيلاميا اسمه:كرد لعومر" استعبد البلاد الكنعانية فترة قصيرة١.

٢- الآشوريون:

أما الآشوريون؛ فكانوا ساميين لغة ونسبا، ولغتهم قريبة الشبه تماما بإخوتها اللغات السامية، وخصائص الآشوريين الخلقية، والعقلية هي نفسها الخصائص التي يذكرها المؤرخون على أنها خصائص الجنس السامي.

وينسب الآشوريون إلى بلادهم: آشور، وآشور أكبر مدنها، وعاصمة بلادهم مرتفع على مقربة من التقاء نهر دجلة ونهر الفرات الأسفل؛ ويمكن القول: بأن الآشوريين شعبة من البابليين، هاجروا من بابل، التي هي جنوب العراق بعد أن ضاقت بهم؛ وذلك للتشابه بين اللغتين: الآشورية والبابلية بشكل عظيم، ولم يكن الفرق بين اللغتين يجاوز كثيرًا الفرق بين لهجتين للغة واحدة؛ كذلك أخذ الآشوريون أبجديتهم المسمارية، وعلومهم، وتقاليدهم الاجتماعية؛ وكانت آلهة كل فريق: هي عينها آلهة الفريق الآخر؛ ما عدا إله آشور الأكبر، الذي اختص به الآشوريون، وهو إله الشمس "أشور"، ثم أطلق على المدينة.

يرى حامد عبد القادر أن السبب في إغفال ذكر البابليين في قائمة الأنساب، التي يتضمنها الفصل العاشر من سفر التكوين؛ هو أن هؤلاء البابليين لم يكن لهم نفوذ سياسي، ولا كيان اجتماعي يعتد به عند تدوين ذلك السفر، ولم يكن سكان بابل ساميين دائمًا؛ بل إن سكانها الأقدمين كانوا ينتمون إلى شعب آخر، ولم تكن لغة هؤلاء الأقدمين من الفصيلة السامية اللغوية، بل كانت لغة إلصاقية٢، ولكن حتى يرى أنهم الآشوريون بعد ما اندمجوا بالسكان الأصليين، وهؤلاء هم الآكديون بعدما اندمجوا بالحوريين، الوارد ذكرهم في التوراة، الذين ورثوا عنهم الملامح الآرمينية٣.


١ الأمم السامية ص٢٦.
٢ يراجع الأمم السامية ص٢٧، ص٢٨، حامد عبد القادر.
٣ خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأوسط جـ١ ص٦٧، فليب حتى.

<<  <   >  >>