ومع هذا الاضطهاد وجدت قبائل عربية ذات مظهر حضاري اعتزلت الأوثان إلى المسيحية، وكنا نلاحظ أن الدافع إلى هذا التغيير ليس دينيا خالصا إنما بعضه كان سياسيا.
ووجدت قبائل يهودية الأصل، أو يهودية الدين، غير الجنس، أى قبائل عربية في يثرب، ويختلف المؤرخون حول تاريخ نزولهم، وأصلهم في هذه المنطقة، وهل هي قبائل يهودية الأصل؟ أو قبائل عربية تهودت؟ والاحتمال الثانى له من أسمائهم العربية ما يسوغه، وهذا فضلا عن التيارات الأخرى.
كانت هذه التيارات حول مكة، مركز المنطقة العربية، فهل تجاوبت مكة مع هذه التغيرات؟ أو بمعنى آخر: هل أحست مكة بهذه التغيرات؟ وما دلائل هذا الإحساس؟
لا شك أن هذه الأشياء بدَّدت سكون المنطقة العربية، وأحلَّت فيها تغيرات شاهدناها محصورة على مستوى أفراد من القبائل، ولم يبلغ مستوى عامتها إلى الشعور الاجتماعى.
- فوجدنا من تمرد على الوثنية، وأطلقوا على أنفسهم "المتحنثين".
- ومن اعتنق المسيحية.
- ومن اعتنق الحنيفية، وأتى بها من الشام.
- ووجدنا من تثقف ثقافة عامة تلقاها في مدرسة جنديسابور مثل: النضر بن الحارث ووالده الحارث بن كلدة.
- ومن كان عنده "مجلة لقمان"؛ مثل: سويد بن الصامت.
- والداعون إلى توحيد الله بفطرتهم مثل: قس بن ساعدة.
- وطبقات من الحكماء. مثل: أكثم بن صيفي.
- والإباحيون، الذين يسبون أصنامهم؛ مثل: امرئ القيس.
- ورواية تاريخية تسند إلى"عمرو بن لحي" أنه أتى بصنم من بلاد البلقاء بعد غزو الإسكندر للشرق.
- ووجدنا فيها الصابئين والمجوس.
ونلاحظ أن: هذه التغييرات كان منها: ما هو شرقي، وما أكثره، ومنها ما هو هيليني، وذلك يظهر في الأصنام.