للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجوس هجر وهم غير أهل كتاب، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} . [المائدة: ١٠٨] .

وذلك قلٌّ من كثر، ذكرناه لبيان لقيمة الكتاب لدى الباحث، الذي يريد رسم منحنى بياني لانتشار اليهودية، والمسيحية، والمجوسية في شبه الجزيرة، وما فتحه المسلمون من البلاد والدول.

يقول المقدسي في معرض ذكره شرائع أهل الجاهلية ومللها: "كان فيهم من كل ملة ودين. وكانت "الزندقة، والتعطيل" في قريش، "والمزدكية والمجوسية" في تميم، واليهودية والنصرانية في غسان، والشرك وعبادة الأوثان في سائرهم.

ونستطيع أن نقول: إن قلب الجزيرة العربية في مكة استقبل تيارات متضاربة من الأفكار، والمذاهب، والديانات؛ مثل المزدكية واليهودية والمسيحية الشرقية، والبوذية، والعقائد السحرية الآتية من بلاد الزنوج، وكلها نجد لها ردود فعل في القرآن الكريم.

لكن السؤال هو: إذا كانت الاتجاهات الدينية وجدت في مكة كلها، أو أكثرها، وفدت إليها من خارج فما هو الاتجاه الديني لمكة؟

<<  <   >  >>