للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما- "الشمس والقمر": فقد مثلا إنسانين كاملين ونجد هذا التصور للآلهة في الديانات الفطرية، التي استمدت إدراكها لكُنْه الآلهة عن مظاهر الطبيعة.

ولعل تصور الجاهليين الإله: "رضو" على هيئة طفل هو الذي يحل لنا المشكلة الواردة في أخبار "نيلوس" عن تقديم العرب قرابين أطفالا لكوكب الصباح.

ذكر "نيلوس" أن العرب سرقوا ابنه الجميل الصغير "ثيودولس"، وقرروا تقديمه قربانا لكوكب الصباح، وقد قضى الطفل ليلة تعسة، صعبة، فلما طلع الكوكب، وحان وقت تقريب الطفل قربانًا له نام مختطفوه ولم يستيقظوا إلا وقد طلعت الشمس وفات وقت القربان؛ وبذلك نجا الطفل من الهلاك.

وقد تفسر جملة: "إننا نقدم لك قربانًا يشبهك"؛ الواردة في دعاء "عثتر" على نصه في "حران". قصة تقديم الأطفال الجميلة قرابين إلى هذا الإله.

وقد أشار كتاب يونان إلى تعبد العرب إلى الشمس، والقمر وكوكب الصباح؛ وهي أجرام سماوية تراها العين، ذاكرين أن العرب لا يتعبدون لآلهة روحية، لا يبصرونها بأعينهم. ولهذا: تعبدوا لهذه الأجرام المادية وللأحجار١.


١ نص ص١٧١ من جـ٦ من المفصل.

<<  <   >  >>