كان يمثل الإله المذكر، وربما كان لأصله علاقة بعضو التناسل؛ وبجانبه كان العمود المقدس، أو الشجرة المقدسة، وكانت تمثل النبات الدائم الخضرة، الذي تسكنه إلهة الخصب، وفي بيت "شأن" كان هذا العمود يقوم في مدخل الحرم الداخلي؛ والغرف الكائنة تحت الأرض كانت غالبا تستخدم؛ لتلقي النبوءات؛ وكانت الأواني المستخدمة في إراقة السوائل، والمزخرفة بالحيات، وطاسات البخور والمباخر التي وجدت تشير إلى الأعمال التي استخدمت لأجلها هذه الأشياء؛ وتفيد بقايا المعابد، التي كانت لها مصاطب يغسل عليها العابدون أقدامهم قبل الصلاة؛ إن الوضوء الذي يشكل جانبا لا بد منه في الصلاة عند اليهود، والمسلمين لم يكن مجهولا عند الكنعانيين، والمباخر الكنعانية اقتبسها اليونان، وفي "بيت شأن" كان يقوم مكان مرتفع في مؤخرة المعبد؛ حيث كان يوضع غالبا تمثال الإله؛ ويدل على بدء المكان المعروف "بقدس الأقداس".
الأصنام:
اكتفى الكنعانيون عامة بالنصب، والعمود المقدس؛ واستغنوا بها عن صنع الأصنام، والصور، والتماثيل الصغيرة البرونزية التي تمثل بعل واقفا يلوح بالصاعقة بيده اليمني، المرفوعة؛ كانت شائعة، والآلهة كانت عارية، ويداها على جانبيها، أو تمسكان بثدييها، كما لو كانت تعطي الغذاء؛ وقد وجدت تماثيل صغيرة، متعددة من هذا النوع، مصنوعة من المعدن أو الطين؛ ولكنها كلها تبدو أنها كانت تستخدم في المنازل، وليس في الهياكل، وكانت تحترم بسبب قدرتها السحرية، وكان المتعبد المتعلم يعتبر التمثال مسكن الآلهة؛ أما العامي فربما اعتبر التمثال نفسه هو الإله، وكانوا يمثلون الإلهة السورية "أتارغاتس" عادة في أواخر الألف الثاني بشكل امرأة عارية أيضا، وترفع إحدى يديها ممسكة بساق نبات الزنبق، أو الحيات؛ وهناك إلهة سورية أخرى وهي:"قادش" تتخذ شكل امرأة عارية واقفة على أسد، وكان الأسد، أو الثور رمزا للحيوية والقوة، أما لماذا اتخذت الحية رمزا للخصب فإن ذلك غير واضح؛ كانت عبادة الحية شائعة في مصر القديمة، وكريت، وغيرهما من بلاد الشرق، "وبيت شأن" التي كان التأثير المصري ظاهرا في هياكلها الأربعة المكتشفة، كانت من مراكز عبادة الحية١.