للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التأثيرات الدينية بين مصر وسوريا والرافدين:

كانت الدول الكبرى في غرب آسيا في الألفين الثالث والثاني ق. م. ثلاث دول هي: مصر، بابل، الحيثيون. وتبعها أربع دول أخرى؛ وهي: دولة الآشوريين، الدولة البابلية الحديثة، دولة الكلدانيين، دولة الفرس، قامت بينها علاقات متبادلة بدأت هذه العلاقات في بادئ الأمر تجارية؛ ثم تنوعت وكانت أول مدينة احتلت مكانة كبيرة ورئيسية في العلاقات المصرية السورية مدينة جبلة "جبيل"، وقد نقش خوفو "٢٦٠٠ق. م." باني الهرم الأكبر اسمه على آنية من الألباستر، وأرسلها كهدية إلى سيدة "جبيل"، واعتبرت هذه الإلهة من قبل المصريين مساوية لإلهتهم "هاتور" التي بذلك أصبحت بالنسبة لهم سيدة البلاد، وكان أبو الهول الذي يمثل إمنمحت الثالث "١٦٤٢-١٦٣٣" يقوم عند مدخل هيكل بعل في هذه المدينة، وتدل أسماء الأماكن على اللوائح المصرية، أنه في حوالي نهاية حكم إمنمحت كانت فلسطين، حتى حلفاد في الشرق، وفينيقية حتى وادي النهر الكبير في الشمال، وحوران، ودمشق ومعظم البقاع؛ جزءًا من الإمبراطورية المصرية١. وعندما وصل أمنحوتب الرابع إخناتون "١٣٧١-١٣٥٨" العرش، وكان من أكثر شخصيات التاريخ القديم جاذبية، ولم يكن اهتمام إمنحوتب موجها نحو قضايا الدولة؛ وإنما نحو القضايا اللاهوتية، متأثرا بزوجته السورية.

الديانة الحيثية:

تظهر أفكار هذه الديانة متعلقة بعبادة الأرواح، فالينابيع، والأنهار والأشجار والجبال كانت تعتبر مقدسة، وكان أشهر الآلهة "نيشوب" إله العاصفة، وإلهة المدن كانت مظاهر محلية لهذا الإله، وكان اسمه "تلبنش"، وهو يقابل الإله السوري "حدد" ورفيقته تسمى "عشتاروت" وعبادة "نيشوب" عشتاروت تقابل عبادة "تموز عشتاروت" عند السوريين، وأصبحت في الغرب عبادة "أدونيس" والزهرة "فينوس"، وفي آسيا الصغرى لدى الفريجيين أصبحت عبادة "أتيس"، "سبيل" وكان


١ تاريخ سورية جـ١ ص١٧٢.

<<  <   >  >>