للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمثل "نيشوب" عادة بشكل رجل يقف على ثور، ويمسك الصاعقة؛ وأقوى إلهة أنثى كانت إلهة الشمس، والتي أصبحت إلهة الحرب، واتخذت بعض صفات الأرض الأم، ولباس الإله كان رداء قصيرًا، وقبعة مخروطية الشكل، وأما لباس الإلهة فكان ثوبا طويلا، وقبعة أسطوانية مرتفعة١.

التأثيرات الدينية بين مصر وغرب آسيا:

وكما كان تأثير الحضارة المصرية على سورية بارزًا، فإن هنالك دلائل تستلفت النظر بصورة أوسع عن التأثير السوري في مصر، ويتضح التأثير السوري في أقدس قصة مصرية، وهي: قصة آلام أوزيريس، الذي قطع جسمه إربا، ووضع تحت شجرة الأثل في جبيل، وقد تكون عبادة "أوزيريس" برمتها مأخوذة من الساحل السوري في تاريخ قديم جدًّا، وقد أدخل الإله "حورون" وهو الإله الرئيسي في بينة إلى معابد مصر أيام أمنحوتب الثاني، ويمكن الاستدلال على عبادة "عشتاروت" في منتصف القرن الثالث عشر؛ من أن اسم أحد أبناء "رعمسيس" الثاني كان يدعى "استروت" أي محبوب "عشتاروت"٢.

دامت فترة السيطرة المصرية السياسية على سورية مدة أطول من فترة سيطرة بلاد الرافدين، غير أن تأثير بلاد الرافدين الحضاري كان أعظم بكثير من تأثير مصر، وكان السوريون أقرب إلى الآشوريين البابليين منهم إلى المصريين، من وجهة عرقية، ولغوية وجغرافية.

كان السومريون -وهم الشعب غير السامي الذي أبدع حضارة وادي الفرات- يمثلون طيلة الألف الثالث ق. م. أهم جماعة حضارية في غرب آسيا كلها، وأصبحت الكتابة المسمارية التي اخترعوها، والأفكار الدينية، والروحية التي طوروها، والآداب التي أنشأوها جزءا من تراث سورية، بما فيها إسرائيل٣.


١ سفر أخبار الأيام الثاني: ٢٦: ٦.
٢ تاريخ سورية جـ١ ص١٤٦.
٣ تاريخ سورية جـ١ ص١٤٦.

<<  <   >  >>