للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السعادة عند العرب، وربما أيضًا كان إله الحرب، فلا يرحل الراحل ولا يثوب الآيب المغترب إلا ويطوف به، وكانت عنده أقداح الأزلام ولا يستقسم بها إلا أمامه، ومراسم الأفراح والأحزان عنده أيضا.

يقول علي حسن إبراهيم: وتشير إقامة هبل على البئر الكائن في بطن الكعبة إلى أنه كان ذا علاقة بالرزق والخصب في عقيدة العرب"١.

يقول محمد عبد المعين خان: لا أتردد أن أقول: إن هبل كان إله الخصب والرزق ومن ثم إله السعادة وشبه رب الأرباب في عقيدة العرب٢.

وفي الروايات ما يؤكد عدم تردد خان في أن هبل هو الإله الذي عناه عمرو بن لحي حينما قال: إن ربكم مصيف باللات؛ لبرد الطائف ويشتو بالعزى؛ لحر تهامة٣.

وبذلك يكون هبل أو بعل رب الأرباب عند العرب وله جميع السلطات؛ وأهمها: الخصب والتجارة والرزق، ومن "اللات والعزى ومناة" وهم بناته يتشفع بهن لديه تكون عائلة وثنية مقدسة أبطلها الله بقوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} .


١ الأساطير العربية ص١١٠ محمد عبد المعين خان.
٢ المرجع نفسه ص١١٧.
٣ أخبار مكة ١: ٧٤.

<<  <   >  >>