وكان عامر قد حرم الخمر على نفسه فيمن حرمها، وقال فيها:
إن أشرب الخمر أشربها للذتها ... وإن أدعها فإني ماقت قالي
لولا اللذاذة والقينات لم أرها ... ولا رأتني إلا من مدى عالي
سآلة للفتى ما ليس في يده ... ذهابه بعقول القوم والمال
تورث القوم أضغاثا بلا إحن ... مزرية بالفتى ذي النجدة الحالي
أقسمت بالله أسقيها وأرويَها ... حتى يفرق ترب الأرض أوصالي١
وممن كان قد حرم الخمر في الجاهلية: قيس بن عاصم التميمي، وصفوان ابن أمية بن الحارث الكناني، وعفيف بن معد يكرب الكندي، وقالوا فيها أشعارا.
وقال غيره، وقد حرم الخمر والزنا على نفسه:
سلمت قومي بعد طول مضاضة ... والسلم أبقى في الأمور وأعرفُ
تركت شرب الراح وهي أثيرة ... والمومسات وترك ذلك أشرفُ
وعففت عنه يا أميم تكرمًا ... وكذاك يفعل ذو الحجا المتعففُ
وممن كان يؤمن بالخالق، وبخلق آدم عليه السلام: عبدٌ "لطابخة بن ثعلب بن وبرة" من قضاعة، وقال فيه:
وأدعوك يا ربي بما أنت أهله ... دعاء غريق قد تشبث بالعصمْ
لأنك أهل الحمد والخير كله ... وذو الطول لم تعجل بسخط ولم تلمْ
وأنت الذي لم يحيه الدهر ثانيًا ... ولم ير عبد منك في صالح وجمْ
وأنت القديم الأول الماجد الذي ... تبدَّأ خلق الناس في أكثم العدمْ
وأنت الذي أحللتني غيب ظلمة ... إلى ظلمة من صلب آدم في ظلمْ
١ الكلام على تقدير "ألا" بتشديد اللام، وتسكين ياء أسقيها ضرورة.