للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتلبية هي من الشعائر الدينية التي أبقاها الإسلام؛ غير أنه غير صيغتها القديمة، بما يتفق مع عقيدة التوحيد؛ فصارت على هذا النحو: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"١.

الإفاضة:

ومن عرفة تكون الإفاضة إلى المزدلفة، وإن "قصي بن كلاب" كان قد أوقد نارًا على المزدلفة حتى يراها من دفع من عرفة؛ وإن العرب سارت على سنته هذه، وبقيت توقدها حتى في الإسلام.

ويفيض الحجاج في الجاهلية عند طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة من المزدلفة إلى منى لرمى الجمرات، ولنحر الأضحية٢.

وقد ذكر العلماء: أن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون: أشرق ثبير، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم حين أسفر قبل طلوع الشمس، ورمي الجمرات بمنى من مناسك الحج وشعائره.

وكلمة "رجم": من الكلمات السامية القديمة، وقد وردت: في حديث عبد الله بن مغفل -لا ترجموا قبري- أي لا تجعلوا عليه الرجم وهي: الحجارة على طريقة أهل الجاهلية، ولا تجعلوه مسنمًا مرتفعًا، وقد فعله أهل الجاهلية على سبيل التعظيم؛ فكان أحدهم إذا مر بقبر وأراد تقدير صاحبه، وتعظيمه، وضع "رجمة، أو رجاما عليه"٣.

ويرجع أهل الأخبار مبدأ رمي الجمرات إلى -عمرو بن لحي- يذكرون: أنه جاء بسبعة أصنام، فنصبها بمنى عند مواضع الجمرات وعلى شفير الوادي، ومواضع أخرى، وقسم عليها حصى الجمار، إحدى وعشرون حصاة؛ يرمى كل منها بثلاث جمرات.


١ المفصل جـ٦ ص٣٧٩، صحيح البخاري كتاب الحج حديث٣١.
٢ المفصل جـ٦ ص٣٨٤.
٣ المفصل جـ٦ ص٣٨٥.

<<  <   >  >>