للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويظهر من الروايات الواردة عن: "ثبير" أنه كان من المواضع المقدسة عند الجاهليين؛ أو أن على قمته صنمًا أو بيتا كانوا يصعدون إليه لزيارته، وللتبرك به١.

وكان الجاهليون يقلدون هديهم بقلادة، أو بنعلين يعلقان على رقبتي الهدى إشعارا للناس بأن الحيوان هو هدى، فلا يجوز الاعتداء عليه، كما كانوا يشعرونه، والإشعار: الإعلام، وهو أن يشق جلد البدنة، أو يطعن في أسنمتها في أد الجانبين بمبضع أو نحوه وقيل في سنامها الأيمن؛ حتى يظهر الدم ويعرف أنها هدى، والشعيرة: البدنة المهداة٢.

العمرة:

العمرة: هي بمثابة الحج الأصغر في الإسلام؛ وكان أهل الجاهلية يقومون بأدائها في شهر رجب٣.

أما بالنسبة إلى الجاهليين: فيظهر من ذكره العمرة في القرآن الكريم أنهم يؤدونها كما كانوا يؤدون الحج، ولوقوعها في شهر رجب، وهو شهر كان الجاهليون يذبحون العتائر فيه، لعلنا لا نخطئ إذا قلنا: إنهم كانوا يذبحون ذبائحهم في العمرة حينما يأتون أصنامهم فيطوفون حولها؛ أما في الإسلام فالعمرة دون الحج؛ وإذا كانت في شهر رجب في الجاهلية كانت حجا خاصًا مستقلا عن الحج الآخر، الذي يقع في شهر ذي الحجة.

حرص الجاهليون على: ألا يوافق موعدها مواسم الحج لما كان لها من أهمية عظيمة عندهم فلا تزيد على الطواف المألوف في شهر الحج٤.

وقيل: إن من شعائر الجاهليين في الحج: أن الرجل منهم كان إذا أحرم تقلد قلادة من شعر فلا يتعرض له أحد، فإذا حج وقضى حجه تقلد قلادة من "إذخر".


١ السابق جـ٦ ص٣٨٧.
٢ السابق جـ٦ ص٣٨٨.
٣ السابق جـ٦ ص٣٩١.
٤ السابق جـ٦ ص٣٩١، المشرق جـ٣٩ ص٢٥٠.

<<  <   >  >>