للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استوردها العرب من الخارج بدليل قولهم: إن الجنة من عمل الجن، ومن تلبس الجن بالإنسان، وهي في نظره عقيدة قديمة دخلت العرب من جيرانهم الشماليين، فقد كان الإيرانيون يطلقون على المجنون لفظة: "ديوانة" أي الذي به "ديو" من الأصل "ديوة" ومعناه الجان.

ومن هذه الفكرة دخلت العهد الجديد من الكتاب المقدس.

ويأتي "نولدكه": بدليل آخر على إثبات نظريته في أن فكرة "الجن" فكرة مستوردة، شيوع قصص بناء جن سليمان مدينة تدمر بين الجاهليين، وهو قصص ورد من قصة بناء سليمان "لتامار" في العهد القديم، وتفسير "تامار بتدمر" عند المفسرين العبرانيين، وإذا سكن الجني مع الناس قالوا: "عامر"، والجمع "عمار"؛ وإن كان ممن يعرض للصبيان فهم "أرواح"؛ فإن خبث أحدهم وتعرم فهو: "شيطان" فإن زاد على ذلك فهو: "مارد"؛ فإن زاد على ذلك فهو "عفريت"؛ فإن ظهر الجني ونظف وصار خيرا كله فهو "ملك"، وهم في الجملة "جن وخوافي" وفي القرآن الكريم: إن قريشا جعلت بين الله تعالى وبين الجنة نسبا؟ قال تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} ١.

وإنها جعلت: "الجن" شركاء له قال تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ} ٢.

أي: جعلوا "لله" تعالى الجن شركاء في عبادتهم إياه، وخرقوا له بنين وبنات، وتخرصوا لله كذبا؛ فافتعلوا له بنين وبنات وجهلا وكذبا. وورد: أن الله -تعالى- تزوج الجن، وأن الملائكة هم بناته من هذا الزواج؛ وقال كبار قريش: الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم؟ قالوا: بنات سراة الجن، ويفهم من القرآن الكريم أيضا: أن من العرب من كان يعبد الجن. قال تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} ٣ إلخ الآية.


١ سورة الصافات: ١٥٨.
٢ سورة الأنعام: ١٠٠.
٣ سورة سبأ: ٤١.

<<  <   >  >>