للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- ويقال أن جنيا من بطن اليمن كان لقومه كاهن في الجاهلية سألوه عن الرسول عندما انتشر أمره بين العرب فقال:

أيها الناس إن الله أكرم محمدا واصطفاه.

وجنى مذحج وهم: عبد الله، وأنس الله، وزيد الله، وأوس الله.

قال ابن إسحاق: وكانت الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى، وكلها من العرب قد تحدثوا بأمر الرسول قبل مبعثه لما تقارب من زمانه.

- أما الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى، فمما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه وما كان من عهد أنبيائهم فيه.

وقال النووي: إن له حقيقة١.

والذي قال تخييل جعله انقلاب عين، والذي جعله حقيقة جعل له تأثيرا على المزاج فيكون نوعًا من الأمراض أو تأثيرا بحالة الجماد الحيوان.

ونحن نرى أن ما يقع منه لا يخرج عن كونه خيالات باطلة، ولما كان السحر يشبه خوارق العادات رأى العلماء أن يفرقوا بينه وبين غير من الكرامة والمعجزة.

١- السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد، وقال الجويني نقلا بالإجماع على أن السحر لا يظهر إلا من فاسق، وقال القرطبي: كذلك "السحر" حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، وحده الوقوف على ظواهر الأشياء وأكثرها تخييلات بغير حقيقة، وإيهامات بغير ثبوت.

الكرامة: لا تحتاج إلى ذلك من أقوال الناس أو أفعالهم، أوتعلم إنما تقع غالبا اتفاقا وأنها لا تظهر، على فاسق.

المعجزة: مثل الكرامة غير أنها تمتاز عنها بالتحدي.


١ فتح الباري "١٠: ١٨٠".

<<  <   >  >>