للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- أن سكان بادية العراق كانوا يعرفون عند أهل بابل باسم عمورو -أي أبناء المغرب- وهذا الاسم يشمل كل من سكن غرب الفرات من الأمم السامية، وفيهم الآراميون في الشام، وبدوهم في باديتها، وفي التاريخ القديم أن الكنعانيين اكتسحوا فلسطين في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، وأخرجوا أهلها الأصليين، ويوافق ذلك نزول بدو الآراميين بابل وأنشأ تلك الدولة فيها واسمهم عمورو كما تقدم، ثم سموهم عريبي ومعناها أهل المغرب أيضا، والطبري يسمي جدَّ العمالقة عريب١.

٣- أن معبودات البابليين كثيرة الشبه في أسمائها وأسماء الذين ينتسبون إليها بأقدم آلهة العرب في اليمن وغيرها مثل "إيل، ويل، وشمس وأشتار، وسين، وسمدان، ونسر".

٤- أن الحمورايين اتخذوا بابل قصبة لمملكتهم على حدود البادية قرب المكان الذي اختاره اللخميون كرسيا لدولتهم الحيرة بعد ذلك بنحو ثلاثين قرنًا، والمكان الذي اختاره العرب المسلمون في أيام بداوتهم "الكوفة" عملا برأي عمر حتى لا يكون بينه وبين المسلمين ماء، فإذا أحب أن يركب راحلته إليهم ركبها٢.

٨- العبرانيون:

كان دخول العبرانيين إلى كنعان نتيجة ثلاث هجرات:

الأولى: هجرة إبراهيم من بلاد الرافدين، تتصل بالهكسوس.

الثانية: هجرة إسرائيل، وتتصل بالآراميين.

الثالثة: قد أتت من مصر، والجنوب الشرقي، بقيادة موسى في أوخر القرن الثالث عشر.

من خلال تلك الهجرات أتى الشعب الذي عرف فيما بعد، بالعبرانيين متجولين، ومغامرين ومرتزقة، وجنودا لا ارتباط بينهم، ثم استقروا بالتدريج بين السكان الذين سبقوهم، وفاقوهم في مدنيتهم، وتعلموا منهم حرث الأرض، وبناء المنازل،


١ تاريخ العرب جـ١ ص٤٩.
٢ تاريخ العرب جـ١ ص٥١.

<<  <   >  >>