والذي علم موسى هذه العبادة الجديدة قبل أن يوحى إليه، وكان هذا الإله العربي الشمالي إله الصحراء؛ والأصل إله القمر، ومقره كان خيمة، وطقوسه تشمل بعض الأعياد والتضحيات من بين القطيع١؛ وتزواج آخرون غالبا مع المدينيين، والفينيقيين وسائر سكان بادية من شمالي الجزيرة العربية؛ وفي حوالي "١٢٥٠" ظهر هؤلاء البدو المنحدرون من أطلال العشار في الجهة الجنوبية الشرقية من سورية، أي من بادية شرقي الأردن؛ وكان أول فوز عبراني في شرق الأردن على "سيمون" ملك الأموريين؛ وتبعه فوز آخر على "عوج" الملك الجبار، ملك باشان، وعندما سيطر العبرانيون على البلاد كانوا يقسمونما بين القبائل الإحدى عشرة، وتركوا قبيلة "لاوي" الكهنوتية موزعة بين سائر القبائل؛ لتهتم بشئونها الدينية؛ وهكذا أسكنت قبيلتا "يهوذا، وبنيامين" في الأراضي المرتفعة حول أورشليم، بينما استقرت القبائل الأخرى في السهول الكثر خصبا في الشمال.
وكان العبرانيون الشعب الوحيد بين الشعوب السامية القديمة الذي أنشأ شعورا قوميا متطرفا، كما أن العبرانيين وحدهم من بين الساميين القدماء الذين احتفظوا بصفاتهم القومية وبفرديتهم، وقد ساعدت الديانة مساعدة كبرى في توحيدهم، وتعاونهم؛ وفي عهد نبي الله "داود ١٠٠٤-٩٦٣ ق. م" تمت له بنتيجة فتح "أدوم" السيطرة على طريق التجارة العظيم بين سورية والجزيرة العربية؛ وفي عهده أيضا بدأ الأدب العبري، وهو من أغنى وأرفع ما تركه الشرق القديم من مظاهر حضارية؛ وقد استعاروا الكتابة من الفينقيين، ويظن أن الكهان بدوا فيما بعد بإعداد كتب مشابهة للوثائق الرسمية وأدخل جانب منها في العهد القديم؛ وأول فصلين من سفر الملوك الأول هما: أول قطع من النثر العربي، وكتابة عن ترجمة حياة داود في الفصول "٩ إلى ٢٠" من سفر صموئيل الثاني هي قطعة رائعة من الإنشاء التاريخي؛ كذلك بدأت مجموعات من المؤلفات الشرعية في عصر داود؛ وكان هو نفسه شاعرا، وله مكانته؛ وفي الواقع فإن الأثر الذي تركته مواهبه الشرعية، والموسيقية