للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونرى أن عشيرة "الدولة" وعشائر أخرى تقسم سكان الجزيرة إلى قسمين حضر وعرب، ونقصد بالعرب أصحاب الخيام أي المتنقلين؛ وتقسم العرب -أي البدو- إلى: "عرب القبيلة"، "عرب الديرة" وهم العرب المقيمون على حافات البوادي والأرياف؛ أي في معنى "عرب الضاحية" وعرب الضواحي في اصطلاح القدماء -"القدامى"١.

وخلاصة ما تقدم أن لفظة "ع. ر. ب"، "عرب" هي بمعنى البداوة والأعرابية في كل اللغات السامية، ولم تكن تفهم إلا بهذا المعنى في أقدم النصوص التاريخية التي وصلت إلينا؛ وهي النصوص الآشورية وقد عنت بها البدو عامة مهما كان سيدهم أو رئيسهم، وبهذا المعنى استعملت عند غيرهم، ولما توسعت مدارك الأعاجم وزاد اتصالهم واحتكاكهم بالعرب وبجزيرة العرب توسعوا في استعمال اللفظة حتى صارت تشمل أكثر العرب على اعتبار أنهم أهل البادية وأن حياتهم حياة أعراب، ومن هنا غلبت عليهم وعلى بلادهم فصارت علمية عند أولئك الأعاجم على بلاد العرب وعلى سكانها، وأطلق لذلك كتبة اللاتين واليونان على بلاد العرب لفظة "Arabae"؛ أي العربية بمعنى البلاد العربية بلاد العرب٢.


١ المفصل جـ١ ص٢٤، ص٢٥.
٢ المفصل جـ ص٢٥، ص٢٦.

<<  <   >  >>