للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعود فقال له الحسين أي أخ من سقاك قال وما تريد إليه أتريد أن تقتله قال نعم قال لئن كان الذى أظن فاالله أشد نقمة وان كان غيره فلا أريد أن يقتل برئ.

(ذكر وصيته لاخيه الحسين رضى الله عنهما) قال أبو عمر روينا من وجوه أن الحسن بن على لما حضرته الوفاة قال للحسين أخيه يا أخى إن أباك حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم استشرف لهذا الامر ورجا أن يكون صاحبه فصرفه الله عنه ووليها أبو بكر فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوف لها أيضا فصرفت عنه إلى عمر فلما قبض عمر جعلها شورى بين

ستة هو أحدهم فلم يشك أنها لا تعروه فصرفت عنه إلى عثمان فلما هلك عثمان بويع له ثم نوزع حتى جرد السيف وطلبها فما صفا له شئ منها وإنى والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك، وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن أدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم وانى لاأدرى لعله كان ذلك منها حياء فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فان طابت نفسها فادفني في بيتها وما أظن إلا القوم سيمنعونك إذا أردت ذلك فان فعلوا فلا تراجعهم في ذلك وادفني في بقيع الغرقد (١) فان لى بمن فيه أسوة فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة يطلب ذلك إليها فقالت نعم حبا وكرامة فبلغ ذلك مروان فقال مروان كذب وكذبت والله لا يدفن هناك أبدا منعوا عثمان من دفنه في المقبرة ويريدون دفن حسن في بيت عائشة فبلغ ذلك حسينا فدخل هو ومن معه في السلاح فبلغ ذلك مروان فاستلام في الحديد أيضا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال والله ما هو إلا ظلم يمنع حسن أن يدفن مع أبيه والله انه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق إلى حسين فكلمه وناشده الله وقال له أليس قد قال أخوك ان خفت أن يكون قتال فردني إلى مقبرة المسلمين ولم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع ولم يشهده يومئذ من بنى أمية إلا سعيد بن العاص


(١) بقيع الغرقد هو مقبرة أهل المدينة، وسمى بذلك لانه كان فيه غرقد وهو ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك.

<<  <   >  >>