هو عتبة بن ربيعة قال فبرز عتبة وشيبة والوليد فقالوا من يبارزنا فخرج فتية من الانصار فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بنى عمنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا على قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث فلما قاموا ودنوا منهم قالوا من أنتم قال عبيدة عبيدة وقال حمزة حمزة وقال على على قالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة بن ربيعة وبارز حمزة شيبة بن ربيعة وبارز على
الوليد بن عتبة فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله وأما على فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبة فكبر على وحمزة على عتبة بأسيافهما فدففا عليه واحتملا صاحبهما فحاذاه إلى أصحابه.
خرجه ابن إسحق.
(شرح) : التدفيف الاجهاز على الجريح وانجاز قتله.
وعن ابراهيم بن سعيد قال حدثنى أبى عن أبيه قال قال أمية بن خلف يا عبد الاله من المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قلت ذاك حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاك فعل بنا الافاعيل منذ اليوم.
خرجه المخلص.
وقال ابن اسحق وخرج الاسود بن عبد الاسد المخزومى وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لاشربن من حوضهم أو لاهدمنه أو لاموتن دونه فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض فاقتحم فيه يريد أن يبر في يمينه فاتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.
(شرح) : شرسا أي سيئ الخلق ضيقه.
فأطن قدمه أي جعلها تطن من صوت القطع من الطنين وهو صوت الشئ الصلب.
فاقتحم فيه أي وقع والاقتحام في الشئ الوقوع فيه.
ذكر أن أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد من المسلمين كانت لحمزة بن عبد المطلب قال ابن إسحق بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الانصار أحد فلقى أبا جهل بذلك الساحل في ثلثمائة راكب من أهل مكة فحجر بينهما مجدي بن عمرو الجهنى وكان موادعا للفريقين قال وبعض الناس يقول كانت راية حمزة