(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله) الآية.
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع نساء من بنى الاشهل يبكين على هلكانهن فقال لكن حمزة لا بواكي له فجاء نساء الانصار فبكين على حمزة عنده فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ويحهن أتيتن تبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم.
أخرجه أحمد
وابن ماجه.
وذكر الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال إن حمزة لابواكى له لم تبك امرأة من الانصار على ميت بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك إلى اليوم إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت على ميتها.
خرجه أبو عمر عنه.
وعن أبى عامر الاشعري أن حمزة رضى الله عنه لما قتل مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم الناس فلما كان في اليوم الثالث أقبل على الناس بوجهه.
خرجه ابن الجراح.
(ذكر كفنه رضى الله عنه) وقد تقدم في الذكر قبله أن صفية جاءت بثوبين.
وعن عروة بن الزبير عن أبيه قال لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت تشرف على القتلى قال فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تراهم فقال المرأة المرأة قال الزبير فتوسمت أنها أمي صفية فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهى إلى القتلى قال فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة وقالت إليك لاأم لك فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك قال فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت هذان ثوبان جئت بهما ليكفن فيهما حمزة فقد بلغني قتله فكفنوه بهما قال فجئنا بالثوبين ليكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبة رجل من الانصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة قال فوجدنا غضاضة وحياء أن يكفن حمزة في ثوبين والانصاري لاكفن له فقلنا لحمزة ثوب وللانصاري ثوب فقدرناهما وكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعت بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذى صار له.
خرجه المخلص وصاحب الصفوة.
(شرح) : توسمت تفرست.
لدمت: ضربت ودفعت.
وجلدة أي قوية صابرة من الجلد.
وغضاضة يجوز أن يكون من غض طرفه إذا أغمضه وغض من صوته إذا