للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقالت أم سلمة لا يكن ابن عمك وأخو ابن عمتك أشقى الناس بك وقال له على بن أبى طالب رضى الله عنه ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين) فانه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) .

(ذكر نبذ من فضائله) قال أهل العلم بالتاريخ شهد أبو سفيان حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفر ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غرزه (١) على اختلاف في النقل حتى انصرف الناس.

وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال إن الذين كانوا يشبهون النبي صلى الله عليه وسلم: جعفر بن أبى طالب والحسن بن على وقثم بن العباس وأبو سفيان بن الحارث والسائب بن عبيد بن عبد نوفل بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.

وقد تقدم في مناقب عبد الله ابن جعفر أنه يشبه النبي صلى الله عليه وسلم فيكونون ستة.

وكان صلى الله عليه وسلم يحب أبا سفيان.

(ذكر شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة) عن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة.

خرجه أبو عمر.

(ذكر إثبات الخيرية له) عن أبى حبة البدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو سفيان خير أهلى أو من خير أهلى.

خرجه أبو عمر.

وذكر الدارقطني أنه صلى الله عليه وسلم قاله يوم حنين.

(ذكر وفاته رضى الله عنه) مات رضى الله عنه بالمدينة سنة عشرين ودفن في دار عقيل بن أبى طالب.


(١) الغرز: الركاب.

<<  <   >  >>