وعن أبى ذر قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى عد إليه ادعه فانه في البيت قال فعدت إليه فسمعت صوت رحا تطحن فشارفت فإذا الرحا تطحن وليس معها أحد فناديتة فخرج إلينا منشرحا فقلت له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينظر إلى ثم قال يا أبا ذر ما شأنك فقلت يا رسول الله عجبت من العجب رأيت رحا تطحن في بيت على ليس معها أحد يديرها فقال يا أبا ذر أما علمت أن لله ملائكة سياحين في الارض وقد وكلوا بمعونة آل محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرج هذه الاحاديث الملا في سيرته.
وأخرج أحمد في المناقب حديث على بن زادان خاصة.
وعن فضالة بن أبى فضالة قال خرجت مع أبى إلى ينبع عائدا لعلى وكان مريضا فقال له أبى ما يمسكك بمثل هذا المنزل لو هلكت لم يلك إلا الاعراب أعراب جهينة احتمل إلى المدينة فان أصابك بها قدر وليك أصحابك وصلوا عليك، وكان أبو فضالة من أهل بدر
فقال له على إنى لست بميت من وجعى هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن لا أموت حتى أضرب ثم تخضب هذه - يعنى لحيته - من هذه - يعنى هامته - فقتل أبو فضالة معه بصفين.
خرجه ابن الضحاك.
(ذكر شجاعته عليه السلام) تقدم في ذكر اختصاصه بدفع الراية إليه يوم خيبر طرف منه، وشهرة إبلائه ببدر وأحد وخيبر وأكثر المشاهد قد بلغت حد التواتر حتى صارت شجاعته معلومة لكل أحد بالضرورة بحيث لا يمكنه دفع ذلك عن نفسه، وتقدم في ذكر أنه أعلم الناس بالسنة حديث عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة وفيه طرف منه.
وعن صعصعة بن صوحان قال خرج يوم صفين رجل من أصحاب معاوية يقال له كريز بن الصباح الحميرى فوقف بين الصفين وقال من يبارز فخرج إلى رجل من أصحاب على فقتل ووقف عليه ثم قال من يبارز فخرج إليه آخر فقتله وألقاه على الاول ثم قال من يبارز فخرح إليه الثالث فقتله وألقاه على الآخرين وقال من يبارز فأحجم الناس وأحب