بالتأمل في الأفعال المضارعة في الأمثلة الأربعة الأول، نجد كلا منها متصلا بنون التوكيد، غير أن هذه النون مشددة أو ثقيلة في الفعلين الأولين، وخفيفة في الفعلين الأخيرين، وإذا تأملنا هذه الأفعال واحدا واحدا وجدناها جميعا مفتوحة الأواخر، ولو أننا أدخلناها في تراكيب أخرى، لبقيت أواخرها مفتوحة أيضا ولم يتغير بتغير التراكيب، وعلى هذا تكون مبنية على الفتح، ومن ذلك نعلم أن الْمُضارعُ يُبْنَى على الفتح إن اتصل بنون توكيد ثقيلة أو خفيفة.
وإذا تأملنا هذه الأفعال نفسها في الأمثلة الأربعة الثانية، وجدنا كلا منها متصلا بنون النسوة، ووجدنا آخر كل منها ساكنا: ولو أننا أدخلناها وهي متصلة بهذه النون في تراكيب أخرى لبقيت أواخرها ساكنة لا تتغير بتغير التراكيب، وبذلك تكون مبنية على السكون، ومن هذا نعلم أن الفعل الْمُضارعُ يُبْنَى على السكون متى كان متصلا بنون النسوة.
وليس للفعل المضارع حال يبنى فيها غير هاتين الحالتين، وفيما عدا ذلك يكون معربا.