كان معاوية -رضي الله عنه- عاقلاً لبيباً ماهراً في السياسة حَسَن التدبير، حليماً يحلُم في مَوْضع الحلم، ويشتدُّ في مواطِنِ الشدةِ، وكان كريماً مِعْطاء بذَّالاً للمال، مُحِبًّا للرياسةِ مشغوفاً بها.
وكان رضي الله عنه مُرَبِّيَ دُوَل وسائسَ أمَم وراعِيَ ممالك، وقد ابْتَكَر في الدولة أشياء لم يَسبِق أحدٌ إليها، فهو أسبق من وضع البَرِيد, وَرَفع الحِرَاب بين أيدي الملوك.
وكان من أدهى الدُّهاة: رُوي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لجلسائه يوماً: أتَذْكرون كِسْرَى وقَيْصَر ودَهاءَهما, وفيكم معاوية؟! وقد وصفه عبد الله بنُ عباس، وكان نَقَّادا فقال: ما رأيتُ أليقَ من أعطاف معاويةَ بالرياسة والملك.