من الجلي أنك إذا جردتَ كل مضاف في أمثلة الطائفة الأولى عن الإضافة كان نكرة؛ لأنه حينئذ يدل على شيء غير معين، ولكنه بالإضافة إلى واحد من المعارف، كالضمير، أو العلم، أو اسم الإشارة، أو الاسم الموصول، أو المعرف بالألف واللام، يستفيد التعريف؛ لأنه بذلك يَصير دالاًّ على معين، ومن ذلك يصح أن نقول: إن النكرة تستفيد التعريف بإضافتها إلى معرفة١.
أُنظر إلى الأسماء الظاهرة في أمثلة الطائفة الثانية، تجدها نكراتٍ مقصودةً نُودِيت؛ ولذلك بُنيَ كلٌّ منها على ما يُرفع به، وقد كانت هذه الأسماء قبل النداء دالة على غير مُعيَّن، ولكنك بنداء مدلولاتها وقَصْدِك إياها دون غيرها قد أكسبتها التعريف فأصبحت معرفة.
١ هذا إذا كانت الإضافة معنوية، أما إذا كانت لفظية فلا، كما تقدم ذلك في باب الإضافة.