انظر إلى الأفعال المضارعة التسعة في القسم الأول، تجدها جميعا معتلة الآخر؛ الثلاثة الأولى منها بالألف، والثلاثة الثانية بالواو، والثلاثة الأخيرة بالياء، وتجدها جميعا معربة لخلوها من نوني التوكيد والإناث وجميعها مرفوعة لخلوها من أدوات النصب والجزم؛ ولكن ما السبب في عدم ظهور الضمة التي هي علامة الرفع في أواخرها؟ السبب أن آخر كل فعل من هذه الأفعال حرف علة، وحرف العِلَّةِ إِنْ كانَ ألفا تعذر ظهور الضمة عليه، وإنْ كانَ وَاواً أو ياء كان ضمه مستثقلا؛ ولذلك لم يكن هناك بد من بقاء حرف العلة ساكنا وتقدير الضمة عليه في جميع الأَحْوالِ.
أنظر إلى هذه الأفعال نفسها مرة ثانية في القسم الثاني، تجدها معربة كما كانت في القسم الأول ولكنها تغيرت من الرفع إلى النصب لدخول أدوات النصب عليها، وإذا بحثنا في أواخرها لم نجد للنصب أثرا ظاهرا في الأفعال التي آخر كل منها ألف، بخلاف الأفعال التي آخرها واو أو ياء، فإن النصب