فقد أكثرنا من الأمثلة التي تستنبط منها القواعد، على طرازٍ حديث لم يسبق له مثال، فاخترناها سهلة مفهومة، مقصورة في الغالب الكثير على ما يراد منها. ضاربة في جهات شتى من نواحي الحياة الطفلية، مناسبة لبيئة النشء الصغار وغرائزهم، شائقة جذابة لنفوسهم.
ثم بيّنا في بَسْطٍ وأناة سبيل الاستنباط من الأمثلة، سالكين سنناً منطقيًّا جليّ العبارة خالياً من الاصطلاح العلمي، آخذاً بأيدي الأطفال من دراسة كل مثال إلى النتيجة الواضحة والقاعدة العامة.
وقَد وضَعْنا القواعد والتعاريف المستنبطة في عبارة لا تمتنع عن الأفهام الصغيرة والعقول الناشئة.
أما التمرينات فقد بذلنا جهد الطاقة في أن تكون كثيرة الأنواع، سهلة المعاني مناسبة لمدارك الأطفال، دافعة لهم إلى تكوين وتأليف الجمل، مكوّنة للذوق العربي السليم، مربية لقوة الإنشاء والتعبير الصحيح؛ هذا إلى أننا وضعنا بين هذه التمرينات، تمرينات في الإنشاء، ترتبط بالقواعد التي ألمّ التلاميذ بها، حتى يظهر لهم ما لهذه الدراسة من الأثر البيّن في سداد القول وحسن البيان، فإننا نعتقد أن القواعد العربية يجب أن يمتزج تعليمها بتعليم الإنشاء؛ حتى تكون عملية واضحة الأثر.
وقد عدلنا عند وضع الأمثلة والتمرينات عن اختيار شيء من الكلام العربي القديم كالأشعار والحكم والأمثال وما إليها؛ لأن إدراك معاني هذه الآثار الجليلة فوق متناول صغار التلاميذ، بعيد عن دائرة حياتهم الصغيرة.
ولنا أمل كبير أن يجد المعلمون في هذا الكتاب طلبتهم، والتلاميذ أمنيتهم، والله المستعان سبحانه.