وإِذا بحثنا عن المميز في الأمثلة المتقدمة وجدناه في الأربعة الأولى مذكوراً في اللفظ، فهو في المثال الأول "رِطْلاً" وهو من أسماء الوزن وفي الثاني "إرْدَبّاً" وهو من أسماء الكيل، وفي الثالث "ذِراعاً" وهو من أسماء المساحة، وفي الرابع "عِشْرون" وهو من أسماء العدد؛ أما في الأمثلة الأربعة الأخيرة فإِنا لا نجد للمميَّز ذكراً في مثال منها، ولكن السامع يلحظه ويفهمه حين يسمع الجمل، فإذا سَمِع جملة "طاب المكان" مثلاً: لَحَظَ أن الذي طاب هو شيء من الأشياء المنسوبة للمكان، ولكنه لا يدري ما هو ذلك الشيء، أهو ماؤه، أم تربته، أم هواؤه، فإِذا ذكرت له التمييز تَعَيَّن المراد، فالمميَّز هنا ملحوظ ومفهوم من الجملة وإن كان غير مذكور في اللفظ، وكذلك يقال في الأمثلة الباقية.
١٤٩- الْمُمَيزُ قِسْمانَ مَلْفُوظٌ ومَلْحُوظٌ، فالأَوَّلُ ما يُلْفَظُ به في الجملةِ كأَسْمَاءِ الوزن، والكيل، والمساحة، والعَدَدِ. والثاني ما يُفْهَمُ من الجملةِ من غير أن يذْكرَ فيها.